أصدرت عدة دول أوروبية، من بينها ألمانيا والمملكة المتحدة وإيرلندا وفرنسا وإسبانيا، تحديثات عاجلة لتحذيرات السفر إلى الولايات المتحدة، بعد سلسلة من حالات الاحتجاز والترحيل التي طالت زوارًا أوروبيين عند الحدود الأميركية. وتشير هذه التحذيرات إلى وجود تغييرات ملحوظة في طريقة التعامل مع الزائرين، بما في ذلك التشدد في التدقيق الأمني، وتطبيق قواعد جديدة تخص الهوية والجندر والجنسية ومطابقة البيانات.
ألمانيا: تحذير صريح عقب احتجاز مواطنين عند الحدود
حذّرت وزارة الخارجية الألمانية مواطنيها من أن الحصول على تصريح ESTA أو تأشيرة سفر لا يعني حقًا مضمونًا في دخول الولايات المتحدة. وأوضحت أن بعض الألمان جرى احتجازهم وترحيلهم مؤخرًا رغم امتلاكهم وثائق سفر سليمة. وأكّدت برلين أن القرار النهائي عند نقطة الدخول يبقى في يد ضابط الحدود الأميركي، ولا يحق للمسافر الطعن في قرار المنع.
المملكة المتحدة: تشديد غير مسبوق وتحذير من الاحتجاز
المملكة المتحدة حدّثت نصائح السفر بعد واقعة احتجاز مواطن بريطاني على الحدود الأميركية–الكندية. وشدّدت الخارجية البريطانية على أن أي خطأ في بيانات الدخول، أو عدم تطابق الغرض من الزيارة، أو حتى تجاوز بسيط لمدة التأشيرة، قد يؤدي إلى الاعتقال أو الترحيل. وجاء في بيانها أن “السلطات الأميركية تطبق قواعد الدخول بصرامة”.
إيرلندا: قواعد جديدة تخص الهوية والجندر
أعلنت وزارة الخارجية الإيرلندية أن الولايات المتحدة بدأت في طلب أن يُكتب نوع الجنس في طلبات ESTA والتأشيرات وفق “الجنس البيولوجي عند الولادة – Biological Sex at Birth”. ويشمل التحذير المواطنين المتحوّلين جنسيًا، حيث نصحتهم الحكومة بالتواصل مع السفارة الأميركية قبل السفر لتجنب رفض الطلب أو المنع عند الحدود.
هولندا وبلجيكا: تحذيرات إضافية للمسافرين من مجتمع LGBTQ+
أكّدت هولندا وبلجيكا أن المسافرين قد يواجهون تدقيقًا إضافيًا، خاصة ممن تختلف بيانات جندرهم بين جواز السفر ووثائقهم الأساسية. وقالت الخارجية الهولندية إن على المتقدمين لطلب ESTA إدراج جنسهم البيولوجي، حتى لو كان يختلف عن الهوية الجندرية الحالية.
الدنمارك وفنلندا: مخاوف من رفض الدخول بسبب علامة الجندر
الدنمارك حذّرت المسافرين الذين يحملون الرمز X في خانة الجنس في جوازاتهم من احتمال تعرضهم لمشكلات على الحدود الأميركية. أما فنلندا فأكدت أن الولايات المتحدة قد ترفض الطلب إن لم يتطابق الجندر على الجواز مع الجنس عند الولادة، مشيرة إلى أن هذا التشدد مرتبط بأوامر رئاسية أميركية جديدة تعترف فقط بخيارين للجنس: ذكر أو أنثى.
فرنسا وإسبانيا: مراجعات شاملة بعد حوادث رفض دخول وبحث في الهواتف
فرنسا بدورها حدّثت تحذيرات السفر بعد واقعة رفض دخول باحث فرنسي لدى وصوله لمطار هيوستن، عقب تفتيش هاتفه الشخصي والعثور على آراء نقدية للإدارة الأميركية. كما أعلنت إسبانيا تحديثًا مشابهًا، مع تأكيدات بأن قواعد الهوية والجندر الجديدة قد تؤثر على مواطنيها.
النرويج: إعادة صياغة كاملة لتحذيرات السفر
النرويج قامت بمراجعة شاملة لإرشاداتها، مؤكدة أن مواطنيها—even مع تأشيرة أو ESTA—قد يُمنعون من الدخول دون سابق إنذار. وقالت الخارجية النرويجية إن هذه التحديثات تأتي بعد حالات احتجاز وترحيل طالت أوروبيين يحملون تأشيرات سليمة.
تُجمع الحكومات الأوروبية على أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة جديدة من التشدد في سياسات الحدود، سواء فيما يتعلق بالمعلومات المقدّمة في طلبات الدخول أو مطابقة الجنس البيولوجي أو الالتزام الصارم بفترة الإقامة والغرض منها. وتعكس هذه التحذيرات حجم القلق الأوروبي من تغيّرات لافتة في البيئة الأميركية لاستقبال الزائرين.






