حدد العلماء 3 دلائل بيولوجية في عينات دم مرضى الفيروس التاجي المستجد كورونا الذي يجتاح العالم يمكن من خلالها التنبؤ بخطر الوفاة بدقة تصل إلى 90 %.
استخدم باحثون صينيون تقنيات التعلم الآلي لتحليل عينات الدم للمرضى في ووهان وتحديد المؤشرات الحيوية الثلاثة التي تتنبأ بخطر الوفاة قبل 10 أيام من حدوثها، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
والمؤشرات الرئيسية التي حددها الباحثون هي المستويات الأساسية لكل من الإنزيم المرتبط بتفكك الأنسجة وبروتين تم إنتاجه أثناء الالتهاب، بالإضافة إلى انخفاض مستويات خلايا الدم البيضاء في الخلايا اللمفاوية.
يعد استخدام هذه العلامات للتشخيص المبكر لخطر الوفاة بين الأشخاص المصابين بـ كوفيد-19 أمرًا حيويًا لإعطاء الأولوية للرعاية للمرضى الأكثر عرضة للخطر، كما يوفر البحث طريقة للتنبؤ بسرعة بالمرضى المعرضين لأعلى المخاطر، مما يتيح لهم تلقي العلاج العاجل وربما تقليل معدل الوفيات.
وكتب الباحثون في دراستهم المنشورة في “Nature Machine Intelligence”: “يمكن جمع الميزات الرئيسية الثلاث بسهولة في أي مستشفى، وفي حال كان المستشفى مزدحم وبه نقص في الموارد الطبية، يمكن أن يساعد هذا النموذج البسيط في تحديد أولويات المرضى بسرعة، خاصة أثناء الوباء عندما يتعين تخصيص موارد رعاية صحية محدودة”.
وأشار الباحثون إلى أنه مع زيادة حالات كوفيد-19 تصبح هناك ضغوطات على خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، ما يجعل التقييم السريري السريع والدقيق أمر حيوي.
في المتوسط، كانت دقة الخوارزمية التي أنشأها الباحثون الصينيون 90 % ويمكن تطبيقها على أي عينة دم يتم أخذها طوال فترة إقامة المريض في المستشفى.
وقال الفريق، على وجه الخصوص، يبدو أن المستويات العالية نسبيا من إنزيم LDH وحدها تلعب دورا حاسما في تمييز الغالبية العظمى من الحالات التي تتطلب عناية طبية فورية، وهذا يتفق مع المعرفة الطبية الحالية بأن المستويات العالية من LDH مرتبطة بانهيار الأنسجة التي تحدث في أمراض مختلفة، بما في ذلك الاضطرابات الرئوية مثل الالتهاب الرئوي.
العلامة الثانية كانت مستويات منخفضة من نوع من خلايا الدم البيضاء تسمى الخلايا الليمفاوية، وهي حالة تعرف باسم قلة اللمفاويات، كما قال الفريق إن الخلايا الليمفاوية “ذات أهمية أساسية” في جهاز المناعة لأنها تحدد الاستجابة المناعية للكائنات الحية الدقيقة المعدية والمواد الغريبة الأخرى، مثل فيروس كورونا.
في البالغين من البشر، تشكل الخلايا الليمفاوية ما يقرب من 20 إلى 40 % من إجمالي عدد خلايا الدم البيضاء وتتركز في الأعضاء والأنسجة اللمفاوية المركزية، مثل الطحال واللوزتين والعقد الليمفاوية، حيث من المرجح أن تحدث الاستجابة المناعية الأولية.
أما العلامة الثالثة هي زيادة البروتينات عالية الحساسية (C-CRP)، وهو بروتين في الدم يزداد عند وجود الالتهاب، وأشار الفريق إن زيادة hs-CRP علامة مهمة للتشخيص السيئ في متلازمة الضائقة التنفسية الحادة وتعكس حالة الالتهاب المستمرة.
تم الحصول على البيانات الواردة في الدراسة في وقت مبكر من ظهور المرض، مما يعني استخدام عدد قليل نسبيا من بيانات المرضى، واستنتج الباحثون أنه يمكن تكرار تقنياتهم بسهولة للحصول على نماذج أكثر دقة كلما توافرت بيانات أكثر.