وقال آدامز إنّ كثيرين باتوا يعتقدون أن «المساعدة» تعني تشغيل الكاميرا وتسجيل الفيديو فقط، مضيفًا: «هذا ليس عونًا لمن يتعرّض للخطر». وأوضح أنّ المدينة تحتاج إلى حملة توعوية تُعيد التشديد على قيم رعاية «الجار لِجارِه» وتشجّع على مواقف النجدة الآمنة عندما يتعرض شخص ما للأذى.
الفجوة بين الأرقام والشعور العام بالأمان
رغم انخفاض بعض المؤشرات مثل جرائم القتل والسطو والسرقة، يعترف العمدة بأن شعور الناس لم يواكب الأرقام. ويرى أن «عددًا محدودًا» من الوقائع العنيفة أو العشوائية كفيل بأن يُولّد إحساسًا واسعًا بعدم الأمان. ويشير إلى أن صور المصابين باضطرابات عقلية وهم يهيمون في الشوارع تُسهم في «هزّ وعي» السكان، وتُضعف الاعتقاد القديم بأن «الكثرة أمان» في المواصلات والشوارع.
«فرق الجودة الحياتية» (Q Teams) وسياسة التعامل مع الاضطرابات والإدمان
شرح آدامز أنّ إنشاء «فرق تحسين الجودة الحياتية» داخل شرطة نيويورك (Q Teams) يستهدف ترميم الإحساس بالنظام والأمان عبر معالجة مظاهر الفوضى اليومية. وقال إن مشاهد النوم على الأشجار أو بجوار الطرقات ونصب الخيام والصناديق الكرتونية «تراجعت بدرجة كبيرة» بفعل هذه الجهود. كما طرح توسيع أدوات التدخل، بحيث لا يقتصر الإخلاء القسري على ذوي الاضطرابات العقلية الشديدة فحسب، بل يشمل أيضًا من يعانون اضطرابات تعاطي المواد (Substance Use Disorders)، مؤكدًا: «لا يمكن تجاهلهم وتركهم في الشوارع بعيدًا عن العلاج». وأكد أن هذه الفرق ستذهب «أبعد» في ملاحقة سيارات متروكة، وتعاطٍ علني للمخدرات، وتفريغ نفايات بشكل غير قانوني، وضوضاء موسيقية مرتفعة.
إنجازات يَعدّها العمدة: تراجع إطلاق النار و«نيويورك أكثر مدن أمريكا أمانًا»
عدّ آدامز خفض عنف السلاح أكبر إنجاز في ولايته، مُشيرًا إلى أرقام شرطة نيويورك التي أفادت بوقوع 412 حادث إطلاق نار نتج عنها 489 ضحية خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025—وهي مستويات قياسية متدنية. وقال: «عنف السلاح مؤشر مهم لأداء المدينة… ونيويورك هي أكثر المدن الكبيرة أمانًا في أمريكا»، على حدّ تعبيره.
اختيارات كوادر تحت المجهر: اتهامات بالفساد واعتراف بأخطاء
تطرّق آدامز إلى الاتهامات المُوجّهة لبعض المقرّبين منه؛ إذ وُجّهت إلى إنغريد لويس-مارتن اتهامات جديدة بالفساد على خلفية رشاوى مزعومة تتجاوز 75 ألف دولار مقابل خدمات سياسية. كما وُجهت اتهامات لمستشارة سابقة للشؤون الآسيوية، وويني غريكو، بدفع 200 دولار لصحافي داخل كيس بطاطس. وأقرّ العمدة بوقوع «أخطاء في الثقة والاختيار»، قائلاً: «كان هناك أشخاص وثقت بهم وكان لا ينبغي أن أثق بهم، وأشخاص وضعتهم في مواقع لا ينبغي أن يكونوا فيها»، لكنه شدّد على أن تقييم ولايته يجب أن ينظر إلى الصورة الكلية لما تحقق للمدينة رغم تلك الأخطاء.
الهجوم على منافسه ممداني ومنصة «الديمقراطيين الاشتراكيين» (DSA)
انتقد آدامز منافسه في السباق البلدي زوهران ممداني، معتبرًا أنه تراجع عن مواقفه السابقة الداعية إلى «خفض تمويل الشرطة» (Defund the Police) خلال حملته، ووصف ذلك بـ«قمة النفاق السياسي». وذهب أبعد من ذلك بانتقاد منصة «الديمقراطيين الاشتراكيين في أمريكا» (Democratic Socialists of America – DSA)، قائلاً إنها «تُهدد أسلوب حياتنا» وتدعم تقنين الدعارة—وهو ما رآه مخاطرة بالأمن العام، على حد قوله.
خلاصة: «اتركوا الهواتف… واحموا بعضكم»
يأمل آدامز أن يُميّز الناخبون بين الوعود الشعبوية والقدرة الفعلية على الإنجاز، مستعيدًا تجربته الشخصية في الفقر: «أعرف ماذا يعني أن يعدك أحدهم بما لا يستطيع تحقيقه—إنه أمر مؤذٍ ومضرّ». وختم بالتشديد على أن تعزيز الأمان يبدأ من الناس أنفسهم: تخفيف الاتّكال على التصوير والفرجة، والتصرّف بمسؤولية وعقلانية لمساندة الآخرين دون تعريض النفس أو الغير للخطر.