يفتتح المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، بعد غد الاثنين، معرضاً للتيراناصور ريكس الذي لا يزال الحيوان البري الأضخم والأخطر بين الحيوانات البرية في كل العصور. هذا الكائن الذي تعود بدايات سلسلة تطوره إلى 167 مليون سنة، يشبّه بأنه بحجم باص، ولم يكن على الأرض حيوان آخر قادر على افتراسه.
وانتظرت البشرية إلى عام 1905، حتى اكتشف عالم الأحياء الأميركي بارنوم براون عظام “ملك الديناصورات”، فاتحاً الباب أمام مزيد من الاكتشافات، وانضم العديد من العلماء المتخصصين إليه، تحديداً في الولايات المتحدة، وخصصت ميزانيات كبيرة، وتسارعت وتيرة الاكتشافات.
وتعود تسمية تيراناصور ريكس إلى عالم الأحياء القديمة، ورئيس المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي هنري فارفيلد أوزبورن الذي نحت قبل أكثر من مئة عام اسم “تيراناصور ريكس” من مفردات لاتينية، ومعناه “ملك السحالي الجبارة”، ثم اختصاراً أصبح “تي ريكس” (T.Rex).
وفي المتحف الذي يتوفر على أكثر من 33 مليون قطعة أثرية، يتسيد “تي ريكس” المشهد، كما كان كذلك في العصر الطباشيري.
ويقدم المعرض القصة المدهشة للحيوان الأيقوني من خلال نماذج بالحجم الطبيعي، وشاشات تفاعلية، وتجربة الواقع الافتراضي. ويتعرف الجمهور نموذج “تي ريكس” الأكثر دقة علمياً على الإطلاق، بحسب ما يورد المتحف.
وقبيل افتتاح المعرض خصص المتحف جولة لوسائل الإعلام، وأوضح القيمان على المتحف، مارك نوريل، أمين متحف البرمائيات الأحفورية والزواحف والطيور، وعالم الأحياء القديمة غريغوري إريكسون، أن “تي ريكس” أكثر بكثير من مجرد وجه مخيف، مرعب؛ وقالا: “إنه إنجاز تطوري مذهل ومنجم علمي”.
وقال نوريل إن “تي ريكس” عزز طفرة في على الإحاثة على مدى العشرين سنة الماضية، وهو ما يتضح في العدد المتزايد من الباحثين والحفريات الجديدة، وفي زيادة تطور التقنيات لدراسة الاكتشافات.
ويكشف المعرض سلسلة تيراناصورات من الحجم الصغير الذي يوازي ديكاً رومياً، إلى التي من نوع ريكس البالغ الذي يقف على ارتفاع يتراوح 3.6 إلى 3.9 أمتار، ويمتد إلى ما بين 12 و 13 متراً من الأنف إلى الذيل، ويصل وزنه إلى ثمانية أطنان.
ويشير المتحف إلى أن معظم أنواع التيرانوصور التي تظهر في المعرض كانت مجهولة للعلم قبل عام 2000، إذ إن التيرانوصورات المبكرة ظهرت لأول مرة منذ حوالي 167 مليون سنة ، أي قبل حوالي 100 مليون سنة من حكم التي ريكس العصر الطباشيري، فقد كانت التيراناصورات الأولى بأذرع طويلة نسبياً، وأصغر وأسرع من التي من نوع ريكس العملاقة.
وبحسب القائمين على المتحف، فإنه “في السنوات الثلاثين الماضية، زاد عدد التيرانوصورات ثلاثة أضعاف”، معتبرين أن “العصر الذهبي لعلم الحفريات هو الآن”.