أثار مقطع فيديو متداول في مصر جدلاً واسعًا بعد ظهور رجل مُسنّ يعنّف فتاة داخل إحدى عربات مترو الأنفاق بسبب طريقة جلوسها، تحديدًا لأنها كانت تجلس واضعةً ساقًا فوق الأخرى. وبينما انقسمت ردود الفعل بين من رأى في تصرفه “نصيحة” تنسجم مع عادات اجتماعية محافظة، ومن اعتبره تعديًا علنيًا على حرية شخصية وتحولًا إلى صورة من صور العنف الرمزي ضد المرأة، فإن الحادثة تفتح سؤالًا عمليًا مهمًا للجمهور العربي في أمريكا: لو حدث الموقف نفسه في مترو نيويورك.. ما الذي قد يحصل قانونيًا وأمنيًا؟
أولاً: ماذا نعرف عن الواقعة في مصر؟
وفقًا لما ورد في التغطية المنشورة بتاريخ 17 ديسمبر 2025، ظهر رجل مُسنّ داخل المترو يعترض بصوت مرتفع على جلوس فتاة “ساقًا فوق ساق”، فيما قامت الفتاة بتصوير الواقعة بهاتفها، وحاول بعض الركاب تهدئته وإبعاده. وأشارت التغطية إلى انقسام واسع على مواقع التواصل حول الواقعة بين مؤيد ومعارض، واعتبارها جزءًا من نقاش اجتماعي أوسع عن الوصاية على سلوك النساء في الأماكن العامة وحدود “النصيحة” عندما تتحول إلى إهانة أو تعنيف.
ثانيًا: هل «ساق فوق ساق» مشكلة في نيويورك؟ غالبًا لا
في نيويورك، طريقة الجلوس بحد ذاتها ليست قضية طالما لا تتحول إلى تعدٍّ على مساحة الآخرين. المشكلة تبدأ عندما يتحول السلوك إلى إزعاج للركاب أو تعطيل راحتهم، مثل شغل أكثر من مقعد، أو وضع القدم على المقعد، أو سدّ ممر الحركة، أو إعاقة جلوس الآخرين. هناك قواعد سلوك تخص استخدام مرافق النقل، ويمكن أن تنتج عنها مخالفات وغرامات في بعض الحالات.
ثالثًا: لو شخص بدأ يصرخ ويُهين داخل القطار.. ما السيناريو الأقرب في مترو نيويورك؟
إذا تحول الموقف إلى صراخ أو سبّ أو مطاردة لفظية متكررة لراكبة داخل عربة المترو، فالتعامل غالبًا يأخذ واحدًا من مسارين بحسب شدة الواقعة:
1) مسار “قواعد السلوك” داخل المترو: عندما يُعتبر التصرف سلوكًا غير منضبطًا داخل مرافق النقل (مثل الإزعاج المتعمد أو خلق فوضى داخل العربة).
2) مسار الشرطة/الجنائي: عندما يرتفع مستوى الخطورة: تهديد مباشر، ترويع واضح، تعطيل شديد، أو سلوك عدواني قد يهدد السلامة العامة.
رابعًا: متى تتحول المشادة من “إزعاج” إلى “قضية”؟
الفارق الحاسم عادةً هو: هل وُجد تهديد واضح؟ هل وقع تماس جسدي؟ هل حصلت إصابة؟ في الولايات المتحدة عمومًا، الاختلاف بين “سلوك مزعج” و”جريمة” يتحدد بتفاصيل دقيقة: طبيعة الكلمات المستخدمة، وجود تهديد، تكرار المضايقة، رد فعل الضحية (خوف/ترويع)، وجود شهود، وما إذا انتهى الأمر بلمس أو دفع أو إصابة. لذلك نفس الواقعة قد تُعامل أحيانًا كمخالفة أو تدخل أمني محدود، وقد تتحول إلى قضية إذا ظهرت عناصر التهديد أو الاعتداء.
خامسًا: من يتدخل في مترو نيويورك؟ وماذا يُنصح به عمليًا؟
في مترو نيويورك يوجد وجود شرطي مختص بشبكة المترو ومحطاته، كما أن البلاغات الطارئة تُوجّه إلى 911 عند وجود خطر فوري. عمليًا، في مثل هذه المواقف يفيد الركاب (الضحية أو الشهود) أن يركزوا على السلامة أولًا: الابتعاد، الانتقال لعربة أخرى إن أمكن، وتوثيق معلومات تساعد على التدخل لاحقًا مثل رقم العربة أو الخط، وقت الواقعة، وأقرب محطة. هذه التفاصيل تساعد كثيرًا في تتبع التسجيلات والكاميرات إن لزم الأمر.
زاوية “نيويورك نيوز”: لماذا هذه المقارنة مهمة للجالية العربية؟
القصة ليست مجرد “ترند”، بل مادة خدمة عامة للجالية العربية: توضح الفارق بين ثقافة المكان، وحدود “النصيحة” في الأماكن العامة، ومتى تصبح المضايقة اللفظية مسألة تدخل أمني، وكيف يتصرف الشخص داخل مترو نيويورك إذا واجه موقفًا مشابهًا. بهذه الصياغة أنت لا تعيد نشر الواقعة فقط، بل تقدم للقارئ العربي في أمريكا دليلًا لفهم الواقع القانوني والسلوكي داخل المواصلات العامة.






