شكلت الزلازل والكوارث المنبثقة عنها هاجسًا لدى البشر عبر العصور، فمنهم من فسرها غضبًا للطبيعة، وآخرون ربطوها بالخرافات والخوارق، لهول الضرر الذي تخلفه.
ويتحتم علينا أن نلقي نظرة على مقياس ريختر، لفهم حجم الزلزال الذي تبلغ قوته 20 درجة، مقياس ريختر هو مقياس لوغاريتمي يقيس كمية الطاقة المنبعثة من الزلزال حسبما نشر موقع “وات إف”.
وتعني كلمة اللوغاريتمي في هذه الحالة، أن كمية الطاقة المنبعثة تزيد 31.7 مرة بين قيم الأعداد الصحيحة على المقياس.
على سبيل المثال، زلزال بقوة 2.0 درجة، أقوى 32 مرة من زلزال بقوة 1.0 درجة، وزلزال بقوة 3.0 درجة أقوى 1000 مرة من زلزال 1.0 درجة.
وسُجل أكبر زلزال على الإطلاق عام 1960 في التشيلي، وسمي بـ”فالديفيا” بلغت قوته 9.5 درجة وتسبب في أضرار تقدر بنحو خمسة مليارات دولار، وقتل 1655 شخصا وشرد مليوني شخص.
فما هي العواقب الأسوأ التي يمكن أن يخلفها زلزال على درجة 20 ريختر؟
ونحتاج للاستعداد بشكل صحيح لزلزال، بهذا الحجم إلى فهم أسباب الزلازل بشكل عام، الزلازل هي اهتزازات تنتقل عبر قشرة الأرض. ويمكن أن تكون ناجمة عن أحداث مثل الانفجارات البركانية واصطدام النيازك، ولكن حركة الصفائح التكتونية هي التي تسببها عادة.
ويمكن لهذه الصفائح، التي تشكل قشرة الأرض، أن تنزلق ضد بعضها البعض، وعندما تتحرك الصفائح في اتجاهات مختلفة، يمكن أن تتسبب في حدوث كسر في قشرة الأرض يسمى خط الصدع، وهذا هو المكان الذي تحدث فيه معظم الزلازل.
وعندما يتراكم الضغط بدرجة كافية، فإنه سيتغلب على الاحتكاك وينتج عنه تحول حاد ومفاجئ، وهذا ما يسبب الاهتزاز الذي نعرفه كزلزال، وكلما زاد طول خط الصدع، زاد حجم الزلزال.
الزلزال شبه مستحيل على المدى القريب
ولإحداث زلزال تبلغ قوته 10.5 درجة على مقياس ريختر، نحتاج إلى صدع يبلغ طوله حوالي 80 ألف كيلومتر.
وبالنظر إلى أن محيط الأرض يبلغ حوالي 40 ألف كيلومتر فقط، فإن ذلك سيكون مستبعدًا.
ويستطيع فقط اصطدام كويكب هائل أن يحدث زلزالًا بقوة 20 درجة، وأي زلزال بهذا الحجم سيستمر لفترة أطول من أي زلزال شهدناه على الإطلاق.
ويستمر الاهتزاز لمدة خمس دقائق على الأقل في حال حدث اصطدام من هذا النوع، وتستمر الهزات الارتدادية لساعات، كما سوف تحدث موجات تسونامي وثورات بركانية، ومن المرجح أن تحدث المزيد من الزلازل، وينهار العالم كله، حرفياً.
ولكي تدمر قوة هذا الزلزال الكوكب، فإنها تحتاج إلى التغلب على شيء يسمى “طاقة الارتباط التثاقلي”، والتي تصف القيمة الدنيا التي يحتاجها الجسم الكروي والموحد للبقاء متماسكا تحت تأثير الجاذبية.
وينتج عن زلزال بقوة 20 درجة، طاقة أكثر من كافية للتغلب على طاقة الارتباط التثاقلي وتدمير كوكبنا، ولحسن الحظ أننا سنرى على الأرجح كويكبًا كهذا قبل ذلك، وسيكون لدينا الوقت الكافي للاستعداد له.