نيويورك اليوم

قوات ICE تنفذ أول عملية مداهمة قرب فندق للمهاجرين في نيويورك منذ تولي ترامب الحكم

شهدت منطقة ميدتاون في مانهاتن حالة من الذعر بعد أن نفذت قوات فدرالية مسلحة مداهمة قرب فندق Row Hotel، الذي يُستخدم كمأوى لعائلات المهاجرين، في أول عملية من نوعها منذ تولي الرئيس دونالد ترامب ولايته الحالية.

تفاصيل المداهمة

وقعت المداهمة عصر الخميس الماضي، حيث حاصرت مجموعة من العملاء الفدراليين التابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالات أخرى الأرصفة المحيطة بالفندق في شارع 44 قرب تايمز سكوير، في وقت كانت فيه العائلات العائدة من يومها تمر من المكان. وأظهرت مقاطع الفيديو اعتقال عدة أشخاص، فيما ذكرت مصادر أن عدد المعتقلين بلغ نحو عشرة.

ردود الفعل الرسمية

امتنعت وزارتا الأمن الداخلي والهجرة والجمارك (ICE – Immigration and Customs Enforcement) عن التعليق على العملية. في المقابل، قالت المتحدثة باسم مكتب العمدة، ليز غارسيا، إن المدينة تراجع تفاصيل الحادث، مؤكدة أن شرطة نيويورك (NYPD) لم تشارك فيه، وأن أي دخول للفندق كان سيتطلب مذكرة قضائية.

خلفية الحدث وسياقه السياسي

تأتي هذه العملية في وقت حساس، حيث لا تزال نيويورك تُعد “مدينة ملاذ” (Sanctuary City) تمنع التعاون المحلي مع سلطات الهجرة الفدرالية في قضايا الترحيل المدني. ومع ذلك، دعا العمدة إريك آدامز في الآونة الأخيرة إلى مراجعة هذه القوانين، مشيراً إلى أن مواقفه السابقة من سياسة الرئيس بايدن للهجرة كانت سبباً في استهدافه سياسياً قبل إسقاط قضية الفساد التي وُجهت إليه لاحقاً.

شهادات من الميدان

أحد سكان كوينز، كان يزور زوجته في المنطقة وقت المداهمة، قال: بسبب تصرفات بعض الأشخاص، نحن جميعاً ندفع الثمن. الوضع يخرج عن السيطرة. أما فاذر فابيان أرياس، وهو كاهن في كنيسة سانت بيتر ويقدم المساعدة لعائلات المهاجرين، فصرّح قائلاً: إنه أمر مرعب. نحن نعيش حالة من الرعب في الشوارع والمحاكم، وكل يوم يزداد الوضع سوءاً.

القلق ينتشر بين المقيمين

بعد المداهمة، انتشرت رسائل التحذير بسرعة عبر مجموعات واتساب الخاصة بالمهاجرين المقيمين في الفندق، الذين يعيشون الآن في حالة خوف من الخروج إلى الشارع. وقال أحد المقيمين: الجميع يشعر بالقلق، نغلق على أنفسنا في الغرف ولا نخرج.

نظام المأوى للمهاجرين في نيويورك

يُذكر أن فندق Row كان أول فندق مخصص لاستقبال المهاجرين الجدد في خريف ٢٠٢٢ ضمن النظام الطارئ الذي أنشأته بلدية نيويورك لاستيعاب موجات المهاجرين القادمة من الحدود الجنوبية. ومع توسع هذا النظام خلال السنوات الماضية، ازدادت المخاوف من أن تصبح هذه الملاجئ أهدافاً سهلة لحملات الترحيل الفدرالية. وتشير البيانات إلى أن نحو ٣٥ ألف شخص لا يزالون يقيمون في الملاجئ الخاصة بالمهاجرين بعد أن وصل العدد إلى ذروته في ديسمبر ٢٠٢٣ بـ ٦٨ ألف شخص.

تُعد هذه المداهمة رسالة واضحة من إدارة ترامب الجديدة بشأن تشديد سياسة الهجرة، في وقت يعيش فيه عشرات الآلاف من المهاجرين في نيويورك حالة من الخوف والارتباك، بانتظار ما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً مماثلاً قرب ملاجئ أخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !