أدى فيروس كورونا المستجد لعرقلة جهود برنامج العقوبات البديلة للسجناء في ولاية كاليفورنيا المستخدم لإطفاء حرائق الغابات في الولاية الأمريكية، وفقا لـ “نيويورك تايمز”، ويخشى خبراء أن تسبب العواصف الرعدية الجافة، للمزيد من الفوضى في معركة الولاية ضد 600 من حرائق الغابات، وهي ثالث أكبر حرائق في تاريخ أميركا الحديث، وساعد سجناء ولاية كاليفورنيا في مكافحة الحرائق لعقود من الزمن، ولعبوا دورا حاسما في احتواء الحرائق التي تضرب الولاية بمزيد من التكرار والقسوة في السنوات الأخيرة.
قال ريكاردو مارتن، الذي أصبح نزيل إطفاء بينما كان يقضي عقوبة بالسجن سبع سنوات، “إنه أصعب شيء فعلته في حياتي، لكننا نفخر بشكل خاص بقدرتنا على إنقاذ منازل الناس”، وبسبب فيروس كورونا، غاب مارتن ومئات من رجال الإطفاء الآخرين عن خطوط الإطفاء، خلال الأسبوع الماضي، بعد أن عادوا لمنازلهم ضمن برنامج إطلاق سراح السجناء المبكر الذين أقره حاكم ولاية كاليفورنيا، وسجل الفيروس التاجي أكثر من 112 ألف إصابة مؤكدة لدى النزلاء والموظفين في السجن، فيما أدى الفيروس المسبب لمرض “كوفيد 19” لوفاة 825 شخصا داخل السجن في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
كما أثر الفيروس على رجال الإطفاء من غير النزلاء، حيث يوجد نحو 80 شخصا حاليا في الحجر الصحي بسبب احتمال تعرضهم للفيروس، وفقا لاتحاد رجال الإطفاء، وتأوي كاليفورنيا آلاف النزلاء الذين يشاركون في عمليات مكافحة الحرائق بصفة سنوية، إلا أن العدد الموجود حاليا هو 1306 نزيلا فقط.
وتطالب وكالة مكافحة الحرائق الرئيسية في كاليفورنيا “كال فاير” بالمزيد من رجال الإطفاء لمكافحة الحرائق المنتشرة شمال الولاية، وهي التي نشرت 13700 رجل إطفائي، وأحرقت النيران ما يقرب من مليون فدان، ما أجبر نحو 120 ألف شخص على النزوح من منازلهم، ويدور الجدل الأكبر في كاليفورنيا حول ما إذا كان ينبغي على الولاية، التي لديها أكبر برنامج إطفاء للسجناء في الولايات المتحدة، توظيف السجناء لمكافحة الحرائق في المقام الأول، حيث يتقاضى رجال الإطفاء من المساجين في كاليفورنيا دولارا واحدا في الساعة عندما يكونون على الخطوط الأمامية، وطالب رئيس نقابة رجال الإطفاء في كاليفورنيا، تيم إدواردز، بعدم الاعتماد على رجال الإطفاء من السجناء.
وقال فرانسيس لوبيز، الذي سبق له العمل كرجل إطفاء نزيل: “لقد أعطاني ذلك إحساسا بالقيمة، هناك أشخاص يحتفلون بك، والناس تشكرنا على محاربة حرائقهم وإنقاذ منازلهم، يمكنني أن أكون شخصا يحظى بالاحترام”، وأشار لوبيز، الذي أطلق سراحه قبل 3 سنوات، إن النزلاء الذين يعملون في مكافحة الحرائق يأتون من خلفيات عرقية مختلفة، مضيف: “التآخي بينهم موجود لتحقيق هدف واحد، رغم أننا نواجه عملا شاقا ومروعا”.
من جهته، أكد مارتن، الذي أفرج عنه في وقت سابق من هذا الشهر، بأنه اختار الدخول في هذا البرنامج كوسيلة للحصول على الإفراج المبكر، وقال مارتن، الذي كان ضابط شرطة في سكرامنتو لمدة 12 عاما قبل دخوله السجن بسبب مخالفات ارتكبها، إن العثور على وظيفة مع إدانة جنائية في سجله سيكون أمرا صعبا، لكنه يبحث الآن في العمل مع شركات إطفاء خاصة.