بعد الأحداث التي عصفت بالكابيتول، اتّهمت الصحف العالميّة دونالد ترامب بقتل الديمقراطيّة الأميركيّة وتهديد أمن الشعب الأميركي. شعر الأميركيّون بالخطر الشديد، لدرجة أنّ رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تبحث بنشاط عن طرق لمنع «الرئيس غير المستقر من … الوصول إلى شيفرة الإطلاق وإعطاء أمر بضربة نوويّة».
بمجرّد توليه منصبه، يكتسب رئيس الولايات المتحدة، السلطة المطلقة لبدء حرب نوويّة. في غضون دقائق، يمكن لترامب إطلاق مئات القنابل الذريّة، أو قنبلة واحدة فقط. لا يحتاج إلى رأيٍ ثانٍ، فحتى وزير الدفاع ليس لديه رأي والكونجرس ليس له دور.
جزء كبير من الأميركيّين كما الصحافيّين بدأو بطرح الأسئلة على أنفسهم، وبدأنا نرى هذه المحاسبة في المقالات. لنعدّد الأسئلة التي طُرحت على على المجتمع الأميركي، من قبل موقع «بوليتيكو»، : لماذا خاطرنا؟ هل اعتقدنا حقًا أن ترامب مسؤول بما يكفي لنثق به ونقدّم له قوّة إنهاء العالم؟وهل نعتقد حقًا أن أي رئيس يجب أن يمتلك قوّة عظمى لإحداث دمار عالمي في لحظة؟
مع القلق الكبير الذي يعيشه الأميركيّون في الفترة الأخيرة والإحساس بأنّ أحداث الغد مجهولة، أصبح البعض على يقين، أنه لا ينبغي لأي شخص أن يمتلك قوّة أحادية الجانب، لإنهاء حضارة. هذه السلطة غير المقيّدة هي غير ديمقراطية، وعفا عليها الزمن وغير ضروريّة وخطيرة للغاية.
كيف أصبح القرار النووى بيد الرئيس فقط؟
بدأ الأمر قبل 75 عامًا، عندما رأى الرئيس هاري ترومان الدمار الذي أصاب هيروشيما وناغازاكي، وقرّر عدم استخدام القنبلة الذريّة مرة أخرى. بالنسبة له، هذا القرار يعني إبعادها عن أيدي العسكريّين. لذلك أعلن ترومان أنه لا يمكن إسقاط المزيد من القنابل الذريّة ما لم يأذن بذلك شخصيًا. من خلال هذه الخطوة، حصر ترومان القرار بالتحكم الفردي. أصبحت القنابل الذرية «أسلحة الرئيس»، وتم تعزيز السلطة الوحيدة، فنشر كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي صواريخ باليستية قادرة على الانتشار حول العالم في 30 دقيقة أو أقل.
بالتالي، على مدى العقود الخمسة الماضية، سافر كل رئيس بحقيبة تُعرف باسم «كرة القدم النووية» تحتوي على الرموز التي ستسمح للرئيس- بناءً على سلطته وحدها- أن يأمر بإطلاق الترسانة النوويّة.
هل سيتمكّن أي رئيس من اتخاذ قرار حكيم في ظل الضغوط المتزايدة في هذه الفترة السياسيّة القاسية؟ ماذا لو كان إنذارًا كاذبًا؟ كيف يعرف الرئيس؟ وماذا لو كان الرئيس غير مستقرّ؟
لقد اقترب العالم من التخبط في حرب نوويّة عدة مرات خلال الحرب الباردة. تعتبر الإنذارات الكاذبة، على وجه الخصوص، مصدر قلق حقيقي ومتزايد. واليوم، تتضاعف احتمالية ظهور الإنذارات الكاذبة، لأن الأسلحة وأنظمة الإنذار معرّضة للهجمات الإلكترونية. وإن أطلق الرئيس أسلحة نووية ردًا على إنذار كاذب، فإنه سيبدأ الحرب العالمية الثالثة – عن طريق الخطأ.
ترامب ليس الرئيس الأوّل الذي يثير مثل هذه المخاوف. ويمكن ألا يكون الأخير أيضًا.
ما هو الحلّ؟
أولاً، بمجرد توليه منصبه، يجب على جو بايدن أن يعلن مشاركة سلطة استخدام الأسلحة النووية مع مجموعة مختارة في الكونغرس. يجب عليه أيضًا أن يعلن أن الولايات المتحدة لن تبدأ حربًا نووية ولن تستخدم القنبلة إلّا للردّ، وفقًا لموقع «بوليتيكو».
ثانيًا، لجعل هذا التعهّد أكثر مصداقية، يجب على بايدن أن يتقاعد من الصواريخ الباليستية الأرضية الثابتة.
أخيرًا، في 20 يناير، إن سارت الأمور على ما يرام، يمكن للأمّة الأميركيّة والعالم أن يتنفّسوا الصعداء. بمجرد أن يؤدي بايدن اليمين كرئيس، ستكون كرة القدم النووية ملكه. بعد ذلك، سيكون على بايدن اعتزال كرة القدم والتأكّد من أنّ العالم ليس رهينة إنسان غير معصوم عن الخطأ، بيده أقوى آلة قتل تم إنشاؤها على الإطلاق.
