في حادثة مأساوية تسلط الضوء على هشاشة الحياة وتصاعد العنف في شوارع نيويورك، قُتل فتى يبلغ من العمر ١٧ عاماً، يدعى داريل هاريس، بعد إطلاق النار عليه في حديقة ستارلايت في حي برونكس مساء أمس الثلاثاء. المثير للصدمة أن الشرارة التي أشعلت هذه الجريمة كانت مجرد لعبة بمسدسات المياه، في محاولة من المراهقين للترويح عن أنفسهم خلال موجة الحر التي تضرب المدينة.
تفاصيل الحادثة: من لهو إلى عنف مميت
وفقاً لمصادر الشرطة، بدأت القصة عندما كان داريل هاريس يسير في الحديقة حوالي الساعة ٨:١٥ مساءً. قام شخص آخر برشه بـ “مفجر هلامي” (gel blaster)، وهو نوع من مسدسات اللعب التي تطلق كرات مائية صغيرة بسرعة. أثار هذا الأمر غضب هاريس، فواجه الشخص الذي رشه، وتطور الأمر إلى شجار بالأيدي. في تلك اللحظة، تدخل شخص ثالث، يُعتقد أنه صديق لصاحب المسدس المائي، وكان يرتدي قناعاً أسود ويحمل مسدساً حقيقياً. أطلق هذا الشخص النار على هاريس، فأصابه في رأسه وذراعه اليمنى. تم نقله على وجه السرعة إلى مركز جاكوبي الطبي، لكن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذ حياته.
مأساة عائلة تتكرر
تتضاعف هذه المأساة عندما نعلم أن هذه هي المرة الثانية التي تفقد فيها والدة الضحية، كيلي لويس، ابناً لها بسبب عنف السلاح. في حديث مؤثر لوسائل الإعلام، قالت الأم المكلومة إنها فقدت ابنها الأكبر، جمال، في حادث إطلاق نار قبل أربع سنوات فقط. وصفت ابنها الأصغر، داريل، بأنه كان طالباً في مدرسة برونكس الثانوية للقيادة، وكان “شخصاً هادئاً” يحب ألعاب الفيديو ويفضل البقاء في المنزل. وأضافت أنه طلب منها الإذن للذهاب إلى الحديقة للمشاركة في “معركة مسدسات مائية” مع أصدقائه، ووعدها بالعودة إلى المنزل بحلول الساعة الثامنة مساءً، وهو نفس الوقت الذي قُتل فيه تقريباً.
تحديات الأمن والمجتمع
لا تزال الشرطة تبحث عن مطلق النار الذي لاذ بالفرار، ولم يتم إجراء أي اعتقالات حتى الآن. تواجه الشرطة صعوبة في التحقيق بسبب قلة كاميرات المراقبة في الحديقة. هذه الجريمة ليست مجرد حادثة فردية، بل هي جزء من نمط مقلق من العنف الذي يمكن أن ينفجر لأسباب تافهة. بالنسبة للعائلات المهاجرة، بمن فيهم العرب، الذين ربما فروا من العنف في بلدانهم الأصلية بحثاً عن الأمان، فإن مثل هذه الأحداث تشكل تذكيراً مرعباً بأن الخطر قائم في كل مكان. إنها تثير تساؤلات عميقة حول انتشار الأسلحة، وقدرة المدينة على حماية شبابها، والتحديات التي تواجه الآباء في تربية أطفالهم في بيئة يمكن أن يتحول فيها نزاع بسيط إلى مأساة لا يمكن تصورها.