تناول اللواء محمود خلف، قائد الحرس الجمهوري الأسبق ومؤسس سلاح الصاعقة الليبي، التطورات الأخيرة على الأرض، لافتا إلى ما يطمح له الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
جاء ذلك في مقابلة أجراها مع الأهرام المصرية، حيث أجاب على سؤال سبب عدم تدخل مصر عسكريا في ليبيا، قائلا: “الخريطة تظهر ضآلة المساحة المتنازع عليها في أقصي الغرب الليبي، بينما لايزال الجيش الوطني يسيطر على شرق وجنوب ووسط ليبيا.. المحدد الثاني لفهم القضية الليبية هو واقع عدم وجود مدينة حاكمة تستطيع أن تذكر أنه عند السيطرة عليها تكون قد احتللت الدولة أو قد حررتها، مشيرا إلى أن ذلك من أهم أسباب فشل استمرار احتلال ليبيا على مدار تاريخها”.
وتابع قائلا: “ليبيا مقسمة إلي ثلاثة أقاليم هي إقليم طرابلس والذي تسيطر عليه حكومة الوفاق وبدعم من قوات أردوغان والمرتزقة وإخوان تونس، وإقليم بارقة في الشرق وهو المجتمع الأكثر تحضرا ومركزه مدينة بني غازي، ويرتبط به وشائج عائلية ومصاهرة مع القبائل المصرية في الغرب، وإقليم فزان في الجنوب ومرتبط بإفريقيا، تلك الأقاليم مختلفة ومتباينة ولا يجمعها حاليا أي روابط قوية، وهو ما دعا الرئيس السيسي إلي الدعوة إلي تأسيس دولة حقيقية بدستور جديد بتمثيل مناسب لكل إقليم ليكون هناك “بناء سياسي من القاعدة للقمة بالأقاليم الثلاثة”.
وأضاف: “حدود مصر الممتدة بطول 1300 كيلومتر مع ليبيا تحميها القوات المسلحة المصرية في إطار خطة إحكام السيطرة على حدودنا، ولا نسمح باختراقها ونتعقب التكفيريين والمهربين عندما يحاولون اقتحامها.. مصر لا تخوض حروبا نيابة عن أحد، وقواتها لا تتحرك إلا لتأمين مقدراتنا، مثلما حدث عند الاعتداء على مواطنينا في ليبيا أو عندما تحاول سيارات المهربين اختراق الحدود، وبالتالي فأمن ليبيا يهم مصر فهي أحد محددات أمننا القومي، ومن هنا يأتي أهمية الدور المصري الذي يقوم على مبادرة سياسية قامت الدولة بالتنسيق بشأنها مع القوي الدولية قبل إعلانها، وهو ما اتضح من إعلان قبول وتأييد من معظم الدول لخارطة الطريق التي أعلنت بالقاهرة أمس، السبت”.
وعن الرئيس التركي، قال خلف: “أردوغان يطمح في بسط نفوذه في غرب ليبيا مدعوما بتمويل قطري وضمن سكوت أوروبي، مستغلا رعبهم من حالة السيولة والانشقاق في ليبيا الذي يهددهم بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتصدير الإرهاب لجنوب أوروبا، مشددا أن أردوغان لن يصل إلى شيء في ليبيا، وكل ما يفعله هو استعراض نفوذ.. ليبيا ليست طرابلس، ولا يعني حكمها السيطرة علي الدولة هناك، نظرا لتقسيمات الأقاليم، وبالتالي هو لا يجرؤ أو يستطيع الاقتراب من الشرق أو الجنوب، لافتا إلى أنه حتى القذافي لم يتمكن من جمع تلك القبائل المتفرقة، واختار أن يحكم بالعنف والسيطرة وليس بالاحتواء”.