في جميع الولايات الأمريكية – عدا ولايتين – يحصل الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية على “كل شيء”، أي أن المرشح الفائز في ولاية ما، يأخذ أصوات المجمع الانتخابي كافة لتلك الولاية، لكن ولايتي ماين ونيبراسكا، تنتهجان نمطا مختلفا في التصويت، إذ إنهما تمنحان صوتا انتخابيا لكل مقاطعة ممثلة في الكونغرس من مقاطعاتها، فيما تمنح الصوتين المتبقيين للفائز على مستوى الولاية.
ولفهم الفرق، يمكن المقارنة بين أصوات ولاية تكساس الانتخابية التي يبلغ عددها نحو 38 صوتا في الانتخابات الماضية، والتي تذهب كلها مجتمعة للفائز على مستوى الولاية، حتى ولو فاز بفرق ضئيل على منافسه، فيما تمنح ولايتا ماين ونيبراسكا صوتا انتخابيا لكل مقاطعة من مقاطعاتها، كما حدث حينما منحت نيبراسكا صوتا من أصواتها لباراك أوباما في 2008 ومنحت ماين صوتا من أصل أربعة أصوات لترامب في انتخابات 2016.
وأصوات المجمع الانتخابي هو عدد الأصوات التي تمتلكها كل ولاية، أو قوتها الانتخابية، والتي تتباين بين ولاية وأخرى وفقا لتعداد مقاطعاتها الممثلة في الكونغرس، إذ تحصل كل مقاطعة ممثلة في الكونغرس على صوت انتخابي واحد، ويضاف إلى مجموع هذه الأصوات صوتان لكل ولاية، على سبيل المثال، تمتلك فلوريدا 29 صوتا انتخابيا راحت كلها للرئيس الأميركي دونالد ترامب في انتخابات 2016، على الرغم من أنه فاز بفرق مئة ألف صوت فقط عن منافسته هيلاري كلينتون.
ولهذا تعتبر الولايات مثل فلوريدا، والتي يصعب تحديد الفائز فيها هي الأهم في الانتخابات الأميركية، على الرغم من أنها لا تمتلك أكثرية المقاعد، وتتراجع أهمية الولايات “المضمونة” لأحد الحزبين، مثل تكساس (جمهورية عادة 38 صوتا) وكاليفورنيا (ديمقراطية عادة 55 صوتا)، على الرغم من كثرة عدد أصواتها الانتخابية.
ولهذا أيضا يعتبر الكثيرون أن الطريقة التي تقسم بها ولايات ماين ونيبراسكا هي أكثر عدالة، لأنها تضمن تمثيلا أكبر للسكان، على الرغم من أنها لا تزال تمنح الصوت الانتخابي وفقا للفائزين بكل مقاطعة، وليس وفقا لأغلبية الأصوات العددية.
ففي انتخابات 2016، فاز الرئيس ترامب بالانتخابات على الرغم من أن أعدادا أقل انتخبته مقابل أكثرية من المصوتين صوتت لهيلاري، مما يعني أن أصوات الناخبين في الولايات “المتأرجحة” مثل فلوريدا تعتبر أهم من أصوات غيرهم في الولايات الثابتة، وسنت ولاية ماين هذه القاعدة قبل الانتخابات الرئاسية عام 1972، في حين سنتها نبراسكا بدءا من انتخابات عام 1992.
وقد حدث انقسام في أصوات الولاية مرة واحدة بعد ذلك، في عام 2008 بالنسبة لنبراسكا، ودونالد ترامب في ماين، وبذلت جهود لتغيير طريقة احتساب الأصوات الانتخابية مرات عدة طوال السنين، لكن الولايات المتحدة ماتزال تحافظ على نظام المجمع الانتخابي الفريد عبر العالم.