وكالات / الحرة
دعا البيت الأبيض الكونغرس إلى تمرير قانون يمنح البطاقات الخضراء لعشرات الآلاف من الأفغان الذين قامت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بإجلائهم من كابل إلى الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وجاء اقتراح مشروع القانون ضمن طلب تمويل، أرسله البيت الأبيض إلى الكونغرس، الثلاثاء، لتقديم 6.4 مليار دولار من أجل دعم جهود إعادة توطين اللاجئين الأفغان.
ويهدف هذا الدعم إلى تمويل الاحتياجات الخاصة باللاجئين المتواجدين في قواعد عسكرية أميركية، إلى حين إعادة توطينهم، والإسراع من عملية معالجة طلبات الهجرة الخاصة بهم، بحسب الصحيفة.
ومن شأن القانون الجديد أن يسمح للاجئين بتقديم طلبات للحصول على “البطاقات الخضراء” أو بطاقات الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، بعد عام واحد فقط، مما سيوفر حلا للمشكلة القانونية التي خلقتها إدارة بايدن، عندما بدأت في إجلاء عشرات الآلاف من أفغانستان إلى البلاد، دون تحديد إطار خاص بالهجرة لهم، وفقا للصحيفة.
وتقول إدارة بايدن إن نسبة صغيرة فقط من اللاجئين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة حصلوا على تأشيرة هجرة خاصة، ومنهم مترجمين فوريين وسائقين وعاملين بالسفارة الأميركية في كابل وعائلاتهم، وكذلك ممن عملوا بشكل مباشر مع الجيش الأميركي والمتعاقدين معه. ويعتبر هؤلاء الأفغان من المعرضين للخطر بعد سيطرة طالبان على أفغانستان.
وقالت كريستي دي بينا، مديرة سياسة الهجرة في مركز نيسكانين، وهو مركز أبحاث ليبرالي في واشنطن: “لقد قدمنا للناس تأكيدا مدعوما من الإدارة الأميركية، بأننا سنحميهم وعائلاتهم، إذا ساعدونا بطرق محددة، وإذا لم نوفي بهذا الالتزام، فسنشهد آثارا قصيرة وطويلة المدى على الأمن القومي”.
وعلى الرغم من تأييد بعض الجمهوريين لدعم الأفغان الذين عملوا لصالح الولايات المتحدة، إلا أن اقتراح منح البطاقة الخضراء للاجئين أثار انتقادات جديدة من بعض مشرعيهم “المستائين بالفعل” من تعامل الرئيس بايدن مع تداعيات الحرب في أفغانستان، وفقا للصحيفة.
وقال السناتور توم كوتون، وهو جمهوري عن ولاية أركنساس: “ترك جو بايدن وراءه الآلاف في أفغانستان من حملة جواز السفر الأميركي، أو البطاقات الخضراء أو التأشيرات المعلقة، لكنه الآن يريد منح الإقامة الدائمة بشكل غير محدود لأشخاص لم يخدموا جنبا إلى جنب مع قواتنا، والذين قد يهددون سلامتنا وصحتنا”.
وأغسطس الماضي، قالت رويترز، نقلا عن مصادر، إنه في ضوء منح إدارة بايدن الأولوية لحملة جوازات السفر الأميركية وحملة بطاقات الإقامة الخضراء للخروج من أفغانستان، واجه كثيرون من المتدفقين على مطار كابل خيارا مؤلما بين الرحيل بدون الأقارب أو المجازفة بأرواحهم والبقاء في أفغانستان.
وقالت ستاسيا جورج، المسؤولة السابقة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: “تعاملنا مع حالات عديدة لأسر إما انفصل أفرادها أو قيل لهم إن من يحملون جواز سفر (أميركيا) أو بطاقة خضراء هم فقط من سيسمح لهم بالمرور عبر البوابات”.
وأضافت أن البعض اضطر لترك أطفال لهم الحق في الجنسية الأميركية مع أقاربهم. وتمكن آخرون من نقل الأطفال إلى المطار مع أفراد أسرهم الذين يحملون الجنسية الأميركية أو البطاقات الخضراء.
ويقدر مسؤولو الإدارة الأميركية أن 65 ألف أفغاني سيصلون إلى الولايات المتحدة بحلول نهاية سبتمبر الحالي، مع وصول 30 ألفا آخرين خلال العام المقبل، وفقا لما نقلته وول ستريت جورنال عن مطلعين على الأمر.
وأشار مسؤول في الإدارة الأميركية إلى أن غالبية الذين تم إجلاؤهم ساعدوا الولايات المتحدة خلال تواجد قواتها في أفغانستان، حتى لو لم يكونوا من الحاصلين على تأشيرات الهجرة الخاصة، أو كانوا من أفراد عائلاتهم.
ويتطلب الحصول على البطاقة الخضراء الإجابة على عدة أسئلة تتعلق بتاريخ الشخص، وتقديم بصمات الأصابع، وغيرها من المعلومات الهامة، إضافة إلى إجراء فحص طبي.