في واقعة مثيرة للجدل، أقدم مغامران على تسلق قمة أحد أفخم المباني السكنية في مانهاتن، نيويورك، لالتقاط صور سيلفي تحبس الأنفاس، مما أثار حالة من الذهول والجدل حول مدى صحة هذه الصور.
صور تحبس الأنفاس أم خدعة بصرية؟
المصور المخضرم جيف فرينش سيغال، البالغ من العمر 82 عامًا، أكد أنه كان يوثق غروب الشمس من شقته في الطابق السابع والعشرين عندما لاحظ المغامرين يقفان على قمة مبنى “إل دورادو” الفاخر، الذي يبلغ ارتفاعه 30 طابقًا. وسارع إلى التقاط المشهد المذهل مستخدمًا كاميرته الاحترافية من طراز نيكون، ليجد نفسه لاحقًا في قلب معركة حول مصداقية اللقطات.
إدارة المبنى: الصور مفبركة!
عقب انتشار الصور، أصدرت إدارة المبنى بيانًا رسميًا نفت فيه صحتها، ووصفتها بأنها “خدعة رقمية متقنة” تهدف إلى إثارة الذعر بين السكان. لكن “نيويورك بوست”، التي حصلت على الصور ونشرتها، أكدت أنها حقيقية تمامًا بعد التحقق من مصادرها.
تحسينات تقنية أم تزييف؟
أوضح المصور سيغال أنه استخدم بعض برامج التحرير، مثل فوتوشوب ولايت روم، بالإضافة إلى أدوات ذكاء اصطناعي لإزالة التشويش وتحسين الوضوح، لكنه شدد على أن المحتوى لم يتم التلاعب به أو فبركته. وقال مستنكرًا:
“من المهين أن يتم التشكيك في مصداقيتي. لقد رأيت المغامرين بأم عيني، والتقطت الصور دون أي تعديل يؤثر على واقع الحدث.”
كيف وصلوا إلى القمة؟
تُظهر الصور التي التقطها سيغال شخصين يقفان على قمة البرجين التوأمين للمبنى، وهي نقطة شديدة الضيق بالكاد تسع شخصًا واحدًا، ومع ذلك، استخدما عصي السيلفي لالتقاط صور جريئة، بل وقام أحدهما بالتمدد عبر حواف الأبراج في لقطة خطيرة.
ورغم إثارة الواقعة للدهشة، يبقى السؤال الأبرز: كيف تمكن المغامران من الوصول إلى قمة المبنى؟ إذ لم يتم التعرف على هويتهما حتى الآن، ولم يتضح ما إذا كانا قد تسللا عبر طرق غير مشروعة أم بتواطؤ داخلي.
مبنى فاخر وأمن مشكوك فيه
يُعد “إل دورادو” من أرقى المباني السكنية في نيويورك، ويقطنه العديد من المشاهير ورجال الأعمال البارزين. وقد أثارت الحادثة مخاوف جدية حول الإجراءات الأمنية في الأبراج الشاهقة، وما إذا كانت هناك ثغرات سمحت للمغامرين بالوصول إلى هذه النقطة الخطرة دون رصدهم.
مغامرة محفوفة بالمخاطر أم استعراض غير مسؤول؟
تسلط هذه الواقعة الضوء على الظاهرة المتزايدة لممارسات التصوير الخطرة من قبل الباحثين عن الإثارة، حيث يسعى البعض إلى تحقيق الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال مغامرات تعرض حياتهم للخطر.
وفي ظل الجدل المتصاعد، لا يزال الرأي العام منقسمًا بين الإعجاب بجرأة المغامرين والتساؤل عن مدى مسؤولية مثل هذه التصرفات، بينما تستمر التحقيقات لمعرفة كيفية وصولهما إلى القمة، وما إذا كان سيتم اتخاذ إجراءات أمنية جديدة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.