قرارات تنفيذية غير مسبوقة، عفو مثير للجدل، وإعادة هيكلة البيروقراطية الفيدرالية. ترامب يثبت أنه جاء لتغيير قواعد اللعبة.
بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الثانية بخطوات متسارعة ومثيرة للجدل، حيث نفّذ سلسلة من القرارات التنفيذية التي تهدف إلى تحقيق أجندته الانتخابية بشكل سريع وشامل. ركّز ترامب خلال الأسبوع الأول على إعادة تشكيل الحكومة، وإحداث تغييرات جوهرية في السياسات المحلية والخارجية.
أهم قرارات ترامب التنفيذية خلال الأسبوع الأول
1. العفو عن المدانين في اقتحام الكابيتول
• أصدر ترامب عفواً شاملاً عن مئات المشاركين في اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021، بما في ذلك أشخاص اعتدوا على الشرطة. هذا القرار أثار انقساماً حاداً، حيث رأى البعض أنه محاولة لتقوية قاعدته الشعبية، بينما انتقده آخرون باعتباره يشجع على الفوضى.
2. إلغاء حق المواطنة بالولادة
• وقع ترامب أمراً تنفيذياً لإلغاء حق المواطنة المكتسب بالولادة، ما يعني أن الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لأبوين غير مواطنين لن يحصلوا على الجنسية تلقائياً. القرار أثار جدلاً قانونياً كبيراً، حيث أوقف قاضٍ فيدرالي تنفيذه فوراً ووصفه بـ”غير الدستوري”.
3. الانسحاب من المنظمات الدولية
• انسحب ترامب من منظمة الصحة العالمية، متهماً إياها بالفشل في إدارة جائحة كورونا. كما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، ما أثار قلقاً دولياً حول التزام الولايات المتحدة بمواجهة تغير المناخ.
4. قرارات تخص التنوع والاندماج
• أمر ترامب بإغلاق مكاتب التنوع والاندماج في الوكالات الحكومية ووضع موظفيها في إجازة تمهيداً لفصلهم. برر القرار بأنه يهدف إلى “تقليص البيروقراطية”، لكنه قوبل بانتقادات من قبل منظمات حقوقية اعتبرت أنه يعزز التمييز.
5. الحد من الشفافية في الوكالات الصحية
• طلب ترامب من الوكالات الصحية الفيدرالية وقف جميع الاتصالات الخارجية، بما في ذلك نشر التحديثات العلمية والتقارير على مواقعها الإلكترونية، حتى إشعار آخر. الهدف المعلن هو “إعادة ضبط الأولويات”، لكن القرار أثار قلقاً بين الخبراء الصحيين حول تأثيره على استجابة الأزمات الصحية.
6. تعزيز العملات المشفرة
• وقع ترامب أمراً تنفيذياً لدعم العملات المشفرة، مراهناً على جذب الشباب المتحمسين لهذا المجال. كما أطلق مبادرات لتعزيز الابتكار الرقمي كجزء من خطته الاقتصادية.
7. تقييد التمويل الخارجي للإجهاض
• أعاد ترامب العمل بسياسة تمنع تمويل المنظمات الدولية التي تدعم الإجهاض، في خطوة نالت ترحيب الجماعات المحافظة.
الإصلاحات في البيروقراطية الفيدرالية
1. الإقالات الجماعية
• أقال ترامب 17 مفتشاً عاماً في الوكالات الحكومية وعدداً من المسؤولين البارزين، بما في ذلك رئيس خفر السواحل ومسؤولي وزارة العدل. برر ترامب هذه الخطوة بأنها ضرورية لتطهير الحكومة من “الدولة العميقة”.
2. إلغاء العمل عن بُعد
• أصدر ترامب أمراً بإنهاء نظام العمل عن بُعد لموظفي الحكومة الفيدرالية، مشيراً إلى أن العودة إلى المكاتب ستزيد الإنتاجية.
3. إلغاء وكالة إدارة الطوارئ (FEMA)
• اقترح ترامب إلغاء وكالة FEMA، المعنية بإدارة الكوارث، وأمر بتشكيل لجنة لدراسة البدائل الممكنة. القرار أثار قلقاً بشأن كيفية إدارة الكوارث الطبيعية في المستقبل.
الهجرة: تنفيذ وعد الصدمة والرعب
الهجرة كانت محوراً رئيسياً في أجندة ترامب:
1. بدء رحلات الترحيل الجماعية
• أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض عن بدء رحلات لترحيل المهاجرين غير الشرعيين باستخدام الطائرات العسكرية. وأظهرت صور نشرها البيت الأبيض مهاجرين يُرحّلون على متن طائرات.
2. تعزيز الأمن على الحدود
• نشر ترامب مزيداً من القوات العسكرية على الحدود الجنوبية، رغم أن معدلات العبور غير القانوني سجلت انخفاضاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة.
3. توسيع سلطات الاعتقال
• أعطى وزارة الأمن الداخلي صلاحيات جديدة لآلاف الضباط الفيدراليين لاعتقال المهاجرين غير الشرعيين.
التحديات القانونية
رغم التنظيم والاستعداد الذي أظهرته إدارة ترامب، واجهت العديد من قراراته تحديات قانونية فورية. أبرزها:
1. إلغاء حق المواطنة بالولادة:
أوقف قاضٍ فيدرالي تنفيذ القرار فوراً ووصفه بأنه “غير دستوري”، مشيراً إلى التعديل الرابع عشر للدستور.
2. إعادة تنظيم الوكالات:
قرارات ترامب بإعادة هيكلة الوكالات الحكومية تواجه معارضة قوية من المنظمات الحقوقية وبعض الولايات الديمقراطية.
مشروع 2025: خطة شاملة لإعادة تشكيل الحكومة
اعتمدت إدارة ترامب على مشروع “2025”، وهو خطة أعدتها مراكز بحثية يمينية تهدف إلى تعزيز السلطة التنفيذية وتقليص حجم الحكومة الفيدرالية. العديد من القرارات التنفيذية التي وقعها ترامب خلال الأسبوع الأول استندت إلى توصيات هذا المشروع.
ردود الفعل السياسية
1. داخل الحزب الجمهوري
• حظيت معظم قرارات ترامب بدعم قوي من الجمهوريين الذين رحبوا بجرأته وسرعته. ومع ذلك، أثار العفو عن المشاركين في اقتحام الكابيتول انتقادات من بعض قادة الحزب الذين يعتبرون أن القرار يضر بمبادئ “القانون والنظام”.
2. المعارضة الديمقراطية
• وصفت شخصيات بارزة من الحزب الديمقراطي، مثل النائبة فال هويل، تحركات ترامب بأنها “محاولة لإزالة كل الحواجز القانونية والديمقراطية”.
نظرة إلى المستقبل: ماذا بعد الأسبوع الأول؟
خلال أسبوعه الأول، أثبت ترامب أنه مصمم على تحقيق أجندته الانتخابية بأي ثمن. وبينما يواصل اختبار حدود السلطة الرئاسية، ينتظر الأمريكيون والعالم خطواته القادمة، وسط تساؤلات حول مدى قدرة المؤسسات الديمقراطية على مواجهة هذا الزخم السياسي.حكم ح