بعد أسبوع من إعلان شركتي فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية عن فاعلية في تعاون بينهما عن لقاح مضاد لفيروس كورونا، أعلنت شركة موديرنا الأمريكية بدورها كذلك عن لقاح مضاد للفيروس فعال بنسبة 94.4، وبهذا من الممكن أن تحصل الولايات المتحدة على لقاحين مصرح بهما للإستخدام في حالات الطوارىء في نوفمبر، فبدوره لقاح شركة فايزر وبيونتيك، أظهر أيضا فعالية بنسبة تزيد عن 90 في المئة، وهي نتائج تتجاوز التوقعات بكثير خلال أسبوع بعد طول انتظار.
من الناحية العلمية، يتشابه اللقاحان في آلية العمل كثيرا، بينما يختلف الاثنان عن الأنماط السائدة التي تتبعها اللقاحات المعتادة، وكان من المتعارف عليه أن يتكون اللقاح بالأساس من فيروسات ضعيفة أو معطلة أو أجزاء من الفيروس، لا تسبب المرض للجسم بل تكتفي بإشعاره بالمرض، وتحفزه على إنتاج الأجسام المضادة التي تبقى بداخله مدى الحياة، وتدافع عنه ضد هذا الفيروس مستقبلا، ويتطلب كلا اللقاحين أخذ حقنتين، تفصل بين كل منهما عدة أسابيع.
مزايا لقاح موديرنا
لقاح “موديرنا” يأخذ نهجا مختلفا، حيث يتكون من قطع صغيرة من الحمض النووي “mRNA” التي تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح فيروس كورونا المستجد، ومن المزايا الرئيسية للقاح موديرنا أنه لا يحتاج إلى التخزين في درجات حرارة شديدة البرودة، مما يجعل توزيعه أسهل.
وتتوقع موديرنا أن يكون اللقاح مستقرا في درجات حرارة المبرد العادية من 2 إلى 8 درجات مئوية لمدة 30 يوما ويمكن تخزينه لمدة تصل إلى ستة أشهر عند 20 درجة مئوية تحت الصفر.
من حيث الإنتاج والتصنيع، الحكومة الأمريكية خصصت 2.5 مليار دولار لشركة “موديرنا” لدعم الأبحاث والاختبارات وشراء ما لا يقل عن 100 مليون جرعة من اللقاح، فيما تعتزم الشركة إنتاج 20 مليون جرعة هذا العام والتي ستذهب جميعها إلى الولايات المتحدة.
وتتوقع الشركة أن يكون لديها ما يكفي من بيانات السلامة اللازمة للتصريح باللقاح في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المقبل، كما تتوقع تقديم طلب لاستخدام اللقاح في حالات الطوارئ خلال الأسابيع المقبلة.
مزايا لقاح فايزر
في المقابل، يتعين شحن لقاح شركة فايرز وتخزينه في درجة حرارة 70 مئوية تحت الصفر، وهي درجة الحرارة المعتادة في فصل الشتاء بالقطب الجنوبي، وفي درجات حرارة المبرد العادية، يمكن تخزينه لمدة تصل إلى خمسة أيام.
ووافقت شركة فايزر على بيع ما لايقل عن 1.1 مليار جرعة من لقاحها إلى الولايات المتحدة وأوروبا وكندا بجانب اليابان وبريطانيا، وهذا ما يقرب من 1.3 مليار جرعة التي تعتزم الشركة إنتاجها بنهاية 2021.
وبسبب هذه المنافسة، ارتفعت أسهم موديرنا، التي زاد سعرها لأكثر من أربعة أمثاله هذا العام، بنسبة 15 بالمئة قبل بدء التعاملات، كما ارتفعت الأسهم الأوروبية والتعاقدات الآجلة على أسهم وول ستريت مع تواتر مستجدات أخبار اللقاح.
لكن رغم هذا التقدم في سباق مواجهة الوباء، فإن المخاطر لا تزال تواجه العالم، ففي بحث لمعهد الصحة العالمية بجامعة ديوك، كشف أنه من المحتمل ألا تكون هناك جرعات كافية لتغطية سكان العالم بالكامل حتى عام 2024.
وتأتي الأنباء أيضا في الوقت الذي ترتفع فيه حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، حيث وصلت إلى مستويات قياسية جديدة في الولايات المتحدة ودفعت بعض الدول الأوروبية إلى الإغلاق مرة أخرى، فالفيروس أصاب 45 مليون شخص في جميع أنحاء العالم و قتل أكثر من 1.3 مليون.