طب وصحةنيويورك اليوم

نزاع بين شركة تأمين ومستشفى للسرطان يهدد رعاية آلاف المرضى في نيويورك

يواجه أكثر من 19,000 مريض بالسرطان في نيويورك مستقبلاً غامضاً ومقلقاً بعد فشل المفاوضات بين شركة التأمين الصحي العملاقة “يونايتد هيلثكير” (United Healthcare) ومركز “ميموريال سلون كيترينغ” (Memorial Sloan Kettering – MSK)، أحد أشهر مستشفيات علاج السرطان في العالم. انتهى العقد الرسمي بين الطرفين في 30 يونيو، مما يهدد بتحويل المستشفى إلى خارج شبكة التأمين لمعظم حاملي بوالص “يونايتد هيلثكير” و”أوكسفورد” (Oxford).

ماذا يعني “خارج شبكة التأمين”؟

لفهم خطورة الموقف، من الضروري شرح كيفية عمل نظام التأمين الصحي في الولايات المتحدة. تعقد شركات التأمين اتفاقيات مع المستشفيات والأطباء لتحديد أسعار مخفضة للخدمات الطبية. يُعرف هؤلاء مقدمو الخدمة بأنهم “داخل الشبكة” (in-network). عندما يتلقى المريض العلاج من مزود خدمة “داخل الشبكة”، تكون تكاليفه الشخصية (المبلغ الذي يدفعه من جيبه) أقل بكثير. أما إذا اختار مزوداً “خارج الشبكة” (out-of-network)، فلا توجد أسعار متفق عليها، ويتحمل المريض جزءاً كبيراً جداً من الفاتورة، قد يصل إلى عشرات أو مئات آلاف الدولارات، خاصة في حالات علاج السرطان المكلفة.

النزاع الحالي يتمحور حول المال. يطالب مستشفى MSK بزيادة الأسعار بنسبة 35%، بحجة أن تكاليف الرعاية والأدوية ارتفعت بشكل كبير، وأن الزيادات التي حصل عليها من “يونايتد هيلثكير” خلال السنوات الخمس الماضية كانت ضئيلة جداً (1.6% سنوياً)، أي أقل بكثير من معدل التضخم. من جانبها، تدعي “يونايتد هيلثكير” أنها عرضت زيادات “معقولة” وأن أسعار المستشفى ستظل أعلى بكثير من مراكز السرطان الأخرى حتى مع هذه الزيادات.

حماية مؤقتة للمرضى ولكن المستقبل مجهول

لحسن الحظ، يوفر قانون ولاية نيويورك بعض الحماية المؤقتة. ينص القانون على “فترة تهدئة” مدتها 60 يوماً، مما يعني أن المرضى الذين لديهم خطط تأمين كاملة (fully insured plans) سيظلون قادرين على الوصول إلى مستشفيات MSK “داخل الشبكة” حتى 30 أغسطس. ومع ذلك، لا تنطبق هذه الحماية على خدمات الأطباء أو على أنواع معينة من خطط التأمين التي تمولها الشركات ذاتياً (self-funded plans)، مما يترك العديد من المرضى في وضع حرج.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون المرضى الذين هم في منتصف مسار علاجي، مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، مؤهلين للحصول على ما يسمى بـ “استمرارية الرعاية” (continuity of care)، مما يسمح لهم بمواصلة العلاج “داخل الشبكة” لفترة محددة. لكن هذا الأمر يتطلب موافقات وإجراءات قد تكون معقدة. هذا النزاع يسلط الضوء على هشاشة نظام التأمين الصحي المعتمد على الشركات الخاصة، حيث يمكن للخلافات التجارية أن تهدد حياة المرضى بشكل مباشر، مما يجبر العائلات، بما في ذلك العديد من الأسر المهاجرة التي قد لا تكون على دراية كاملة بتعقيدات النظام، على مواجهة قرارات صعبة بين صحتهم واستقرارهم المالي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !