في خطوة تثير قلق الملايين من المهاجرين في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس دونالد ترامب عزمه إصدار 10 أوامر تنفيذية تتعلق بالحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، في إطار الوفاء بوعوده الانتخابية المتعلقة بمكافحة الهجرة غير الشرعية وتنفيذ خطط الترحيل الجماعي.
“مدينة الملاذ الآمن”.. قيود قانونية ومواقف متغيرة
تُعرف مدينة نيويورك بوضعها كـ”مدينة ملاذ آمن”، حيث تفرض سياسات محلية قيودًا على تعاون المسؤولين المحليين مع سلطات الهجرة الفيدرالية (ICE) فيما يخص ترحيل المهاجرين. ومع ذلك، أشار تقرير لـ NBC News إلى أن عمدة المدينة إريك آدامز قد بدأ في تغيير موقفه بشأن هذه القوانين وسط تداعيات أزمة الهجرة الأخيرة.
خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، تهرّب آدامز من الإجابة على أسئلة حول احتمالية التعاون مع خطط الترحيل الفيدرالية قائلاً: “لن أكرر الإجابة على نفس السؤال مرارًا وتكرارًا”. لكنه أشار لاحقًا إلى دعمه لتخفيف بعض سياسات “الملاذ الآمن” التي تم إقرارها في عهد العمدة السابق بيل دي بلاسيو، واصفًا تلك القوانين بأنها “خطأ كبير”.
موجة هجرة تضرب نيويورك
تأتي هذه التطورات في أعقاب التدفق الكبير للمهاجرين الذي أثقل كاهل نظام الملاجئ في المدينة، مما دفع آدامز إلى تعليق حق الإيواء الذي كانت تضمنه قوانين المدينة. كما عقد آدامز لقاءً في ديسمبر مع مسؤول حدودي سابق من إدارة ترامب، لمناقشة كيفية التعامل مع الأفراد الذين يرتكبون جرائم متكررة داخل المدينة.
في المقابل، أكدت إدارة شؤون المهاجرين في نيويورك تحديث موقعها الإلكتروني لتقديم إرشادات للمهاجرين حول كيفية التعامل مع المستجدات القانونية، بما في ذلك دليل شامل لمساعدتهم في فهم حقوقهم.
تناقضات في مواقف المسؤولين المحليين
رغم تراجع بعض المسؤولين عن مواقفهم المتشددة تجاه سياسات “الملاذ الآمن”، إلا أن العديد من قادة المدن الكبرى، خصوصًا في الولايات الديمقراطية، لا يزالون يرفضون التعاون مع إدارة ترامب في تنفيذ سياسات الترحيل.
ويرى مراقبون أن هذه التباينات تعكس تغيرًا في السياسات الأمريكية تجاه الهجرة، حيث أصبح بعض القادة مستعدين للعمل مع إدارة ترامب في قضايا محددة أو تخفيف خطابهم المناهض لها، بينما يتمسك آخرون بموقفهم الرافض لأي تعاون.
في النهاية، تبقى نيويورك في قلب هذه المعركة السياسية، وهي تسعى للتوازن بين حماية المهاجرين الذين يشكلون جزءًا حيويًا من نسيجها المجتمعي وبين التعامل مع التحديات الأمنية والسياسية المتزايدة.