صوت أعضاء في مجلس مدينة نيويورك لصالح إزالة تمثال لتوماس جيفرسون، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، من مقره داخل مجلس المدينة بسبب ماضيه الاستعبادي حيث كان يعمل لديه أكثر من 600 عبد في مزرعته في فرجينيا.
وصوت أعضاء المجلس بالإجماع لصالح إزالة التمثال من المقر، لكنهم أرجأوا اتخاذ قرار حول المكان الذي سيوضع فيه.. ويتوقع أن ينقل التمثال إلى متحف جمعية نيويورك التاريخية حسبما نقلت قناة الحرة الأمريكية اليوم الثلاثاء.
ويأتي قرار إزالة التمثال في توقيت تشهد فيه الولايات المتحدة سجالاً حاداً حول مصير تماثيل تعتبر مسيئة لأقليات، حيث يطالب أعضاء لاتينيون وذوو بشرة سمراء في المجلس بإزالة التمثال منذ سنوات. واكتسب مطلبهم زخما بعد احتجاجات شهدتها البلاد العام الماضي ضد التمييز العنصري على خلفية مقتل الأمريكي الإفريقي جورج فلويد على يد شرطي أبيض في مينيابوليس.
كان جفرسون أول وزير خارجية للولايات المتحدة(1790–1793) في عهد الرئيس جورج واشنطن. في معارضة لفدرالية ألكسندر هاميلتون، جفرسون وصديقه المقرب، جيمس ماديسون، أسسا الحزب الجمهوري الديمقراطي، واستقال لاحقاً من مجلس وزراء واشنطن. أُنتخب نائباً للرئيس عام 1796، عندما أصبح الثاني للرئيس جون آدمز من الفدراليين، عارض جفرسون آدمز وكتب بالاشتراك مع ماديسون في الخفاء قرارات كنتاكي وفرجينيا، والتي كانت محاولة لإبطال قوانين الهجرة والتمرد.
أُنتخب رئيساً فيما أطلق عليه جفرسون ثورة 1800، وأشرف على شراء أراضي لويزيانا الشاسعة من فرنسا (1803)، وأرسل حملة لويس وكلارك (1804–1806) لاستكشاف الغرب الجديد.
يعتبر جفرسون المهندس للتوسعة الأمريكية؛ حيث تضاعفت مساحة الولايات المتحدة مرتين في عهده. أما فترته الرئاسية الثانية كانت حافلة بالعديد من القضايا والمشاكل الداخلية، مثل المحاكمة الفاشلة لنائب الرئيس السابق آرون بر بتهمة الخيانة. وتصاعدت حدة المشاكل مع بريطانيا والتي كانت تتحدى الحياد الأمريكي وتهدد الشحن البحري، حاول اختار الحرب الاقتصادية بقوانين الشحن التي أصدرها والتي أضرت بالتجارة الأمريكية. عام 1803، بدأ الرئيس جفرسون عملية نقل قبائل الهنود الحمر السكان الأصليون للقارة الامريكية وإعادة توطينهم في أراضي لويزيانا غرب نهر المسيسيپي، بقصد توفير أراضي جديدة للمستوطنين الجدد. عام 1807 صاغ ووقع مشروع قانون يحظر جلب العبيد إلى الولايات المتحدة.
كرائد في عصر التنوير، كان جفرسون متعدد الثقافات ويتحدث خمس لغات وكان شديد الاهتمام بالعلوم، الاختراع، العمارة، الأديان والفلسفة وكان عضو نشط وفي النهاية رئيس للجمعية الفلسفية الأمريكية. هذه الاهتمامات أدت به لتأسيس جامعة ڤرجينيا بعد انتهاء رئاسته. قام بتصميم قصر خاص كبير على مزرعة مساحتها 20.000 م² بالقرب من تشارلوتزڤيل، ڤرجينيا، وأطلق عليها مونتيچلو ومبنى جامعة ڤرجينيا. في الوقت الذي لم يكن فيه خطيباً بارزاً، كان جفرسون كاتباً موهوباً وراسل الكثير من الشخصيات النافذة في أمريكا وأوروبا في حياته.
تزوج من مارثا جفرسون وأنجبت منه ستة أطفال، عاش منهم اثنان حتى البلوغ، فبعد إحدى عشر عاما من الزواج توفيت مارثا عام 1782، وحافظ جفرسون على وعده لها بألا يتزوج ثانيةً.