أصدرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية تحذيرًا من احتمال تشكل عواصف رعدية “شديدة ومعزولة” مساء اليوم، الأحد ١٧ أغسطس، في مدينة نيويورك مما يضع المنطقة في حالة تأهب لظروف جوية متقلبة وعنيفة.
الخطر الأساسي الذي تحمله هذه العواصف هو الرياح المدمرة. ووفقًا لمركز التنبؤ بالعواصف، تم تصنيف المنطقة ضمن “خطر هامشي” للعواصف الشديدة، مما يعني أن الظروف مهيأة لتشكلها، وإن كانت لن تكون واسعة الانتشار. ومن المتوقع أن تبدأ العواصف في الظهور في وقت متأخر من بعد الظهر وبداية المساء، قادمة من الشمال الغربي باتجاه الجنوب الشرقي، على أن يتضاءل الخطر بعد الساعة التاسعة مساءً.
مناطق الخطر وتأثير مزدوج
تتركز احتمالية التأثير الأعلى في المناطق الواقعة شمال وغرب مدينة نيويورك، بينما تكون أقل في شرق لونغ آيلاند وكونيتيكت. ومع ذلك، فإن هذا التهديد المزدوج يخلق وضعًا معقدًا. فبينما تستعد المدينة لتأثيرات إعصار “إيرين” الساحلية في وقت لاحق من الأسبوع، قد تؤدي الأمطار الغزيرة المصاحبة لعواصف اليوم إلى تشبع التربة بالمياه. هذا التشبع المسبق يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الفيضانات عندما تصل تأثيرات الإعصار إلى شواطئ نيويورك، مما يجعل المناطق المنخفضة أكثر عرضة للخطر.
ومن ناحية أخرى، أصدرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية تحذيرات لسكان مدينة نيويورك ولونغ آيلاند للاستعداد لأسبوع حافل بالمخاطر الساحلية، وذلك مع اقتراب إعصار “إيرين” الذي اشتدت قوته بشكل انفجاري ليصبح عاصفة من الفئة الخامسة، وهي أعلى فئة ممكنة. على الرغم من أن التوقعات تشير إلى أن مركز الإعصار سيبقى في عرض المحيط الأطلسي ولن يضرب اليابسة مباشرة، إلا أن حجمه وقوته الهائلة سيؤديان إلى تداعيات خطيرة على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
ووفقًا للتحذيرات الرسمية، من المتوقع أن تبدأ التأثيرات على شواطئ نيويورك من يوم الثلاثاء ١٩ أغسطس وتستمر حتى يوم الجمعة ٢٢ أغسطس. تشمل هذه المخاطر ارتفاعًا كبيرًا في الأمواج، وتيارات ساحبة مهددة للحياة، وتآكلًا للشواطئ. كما حذرت السلطات من احتمالية حدوث فيضانات ساحلية طفيفة في المناطق المنخفضة والقريبة من البحر، خاصة في أوقات المد المرتفع.
لونغ آيلاند في قلب الخطر
تعتبر منطقة لونغ آيلاند، بسواحلها الطويلة والمكشوفة، معرضة بشكل خاص لهذه المخاطر. يتوقع خبراء الأرصاد أن تشهد المنطقة أمواجًا عاتية وعرامًا عاصفيًا (storm surge) حتى مع بقاء الإعصار بعيدًا في البحر. ودعت السلطات السكان إلى تجنب الشواطئ والسباحة بشكل كامل خلال الأيام القادمة، نظرًا لأن التيارات الساحبة قد تكون قوية بشكل غير متوقع وقادرة على سحب أمهر السباحين إلى الداخل.
نصائح عملية للسكان
نصحت السلطات السكان باتخاذ إجراءات احترازية فورية. يشمل ذلك تأمين أي أثاث خارجي أو أشياء يمكن أن تتطاير بفعل الرياح القوية، مثل المظلات وأثاث الحدائق. كما يجب على المواطنين الاستعداد لاحتمال انقطاع التيار الكهربائي وشحن أجهزتهم الإلكترونية مسبقًا. ويُنصح بتجنب الوقوف تحت الأشجار أو بالقرب من خطوط الكهرباء أثناء العاصفة. هذه الاستعدادات ضرورية ليس فقط لمواجهة عواصف اليوم، ولكن أيضًا كجزء من حالة التأهب العامة للأسبوع القادم.