شهدت مقاطعة ناسو في لونغ آيلاند الأسبوع الماضي حادثتين صادمتين أثارتا غضب الأهالي، بعدما تمكن طفلان مصابان بالتوحّد من مغادرة مدارسهم دون أن يلاحظهم أحد. انتهت إحدى الحالتين بمأساة بعدما فقد مراهق يبلغ ١٥ عامًا حياته على الطريق السريع، بينما عاد طفل آخر يبلغ ٥ سنوات إلى منزله وحيدًا.
وفاة مراهق على الطريق السريع
الضحية هو كريستوفر ويليامز، طالب في مدرسة مخصصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تُسمى “مارتن دي بوريس”. غادر كريستوفر مبنى المدرسة ظهر الخميس حوالي الساعة ١ ظهرًا دون أن ينتبه له أحد. وبعد دقائق قليلة، صدمته سيارة أثناء سيره على الطريق السريع الجنوبي (Southern State Parkway) قرب مخرج ١٣ في منطقة فالي ستريم. نُقل إلى مستشفى “لونغ آيلاند جويش” حيث أُعلن عن وفاته.
أسرته عبّرت عن غضبها الشديد، وقالت شقيقته: “العالم انهار بالنسبة لنا. المدرسة اتصلت بوالدتي تسألها عن مكانه بينما كان قد رحل بالفعل. بعد ذلك اتصلت الشرطة لتطلب منها التعرف على جثمانه”.

غضب ومطالب بالمحاسبة
إدارة المدرسة وصفت ما حدث بأنه خسارة مروعة، وأكدت أنها ستراجع كل سياساتها لمعرفة الخلل الذي سمح بخروج الطالب دون مراقبة. لكن الأسرة ترى أن كلمات المواساة لا تكفي، وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن إهمال أدى إلى فقدان حياة شاب صغير “كان أمامه مستقبل كامل”، بحسب وصفهم.
حادثة مشابهة قبل يوم واحد
قبل يوم واحد فقط من وفاة كريستوفر، تمكن طفل آخر عمره ٥ سنوات يعاني من التوحّد من تسلق سور الملعب في مدرسة “ريفيرسايد الابتدائية” بمدينة روكفيل سنتر أثناء فترة الاستراحة. قطع الطفل نصف ميل سيرًا على قدميه حتى وصل إلى منزله بمفرده. وعندما وصل والداه إلى البيت، فوجئا بوجوده داخل المنزل.
المدرسة أكدت أنها أبلغت الشرطة فور اكتشاف غياب الطفل، لكن من غير الواضح المدة التي استغرقها الأمر حتى تداركت الموقف. وصلت الشرطة إلى منزل الأسرة بعد نحو عشر دقائق من البلاغ، بحسب تصريحات مسؤولي المدرسة والشرطة.
تحقيقات وضغوط على المدارس
أعلنت منطقة مدارس روكفيل سنتر أنها “تأخذ سلامة الطلاب على محمل الجد” وأنها فتحت تحقيقًا بالحادثة. هذه الوقائع المتتالية أثارت قلقًا واسعًا بين الأهالي في ناسو، الذين تساءلوا كيف يمكن لأطفال ضعفاء أن يغادروا المدارس دون مراقبة، رغم أن هذه المؤسسات يفترض أن تكون مؤمّنة بشكل كامل لحماية أبنائهم.