قررت شركة “يونيفرسال بيكتشرز” الأمريكية للإنتاج السينمائي، السبت، إلغاء عرض فيلم جديد من إنتاجها، الذي كان من المقرر طرحه في دور العرض السينمائية بأواخر شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك لأسباب سياسية.
وتم إلغاء طرح الفيلم، بعد هجوم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عليه وانتقاده له، وكذلك عقب أحداث إطلاق النار الجماعية، التي شهدتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وتحديدا في مدينة إل باسو في ولاية تكساس ومدينة دايتون في ولاية أوهايو.
ووصف “ترامب” عاصمة السينما الأمريكية، هوليوود، في تغريدته على “تويتر”، بأنها “ليبرالية متحررة”، متهما إياها بأنها أنتجته من أجل نشر الفوضى.
وفيما لم يذكر الرئيس الأمريكي اسم الفيلم صراحة في تغريدته، إلا أنه يقصد وبحسب رويترز فيلم “The Hunt” (الصيد)، الذي كان من المفترض أن تستقبله السينمات في 27 سبتمبر/أيلول المقبل.
ووفقا لإعلاناته التجارية المنتشرة على شبكة الإنترنت، فإن فيلم “الصيد” يروي في إطار ساخر، مجموعة من الأشرار الأثرياء، الذين يشرعون في عمليات قنص وصيد عدد من المواطنين الأمريكيين الأبرياء، الذي حجزوهم رغما عن إرادتهم.
وقالت شركة “يونيفرسال بيكتشرز” في بيان: «إننا نقف إلى جانب صناع الأفلام وسنواصل توزيع الأفلام بالشراكة مع المبدعين والمديرين الجريئين، مثل أولئك الذين أنتجوا هذه الدراما المثيرة الاجتماعية الساخرة، ولكننا نتفهم أنه الآن ليس الوقت المناسب لطرح هذا الفيلم».
وتتضمن إعلانات الفيلم كذلك، مشاهد لاستخدام كثيف للأسلحة النارية.
https://www.youtube.com/watch?v=MQ9G6_IBYwE
والفيلم من إنتاج شركة “بلام هاوس بروداكشنز”، التي سبق لها وأنتجت أفلام رعب شهيرة، منها “The Purge” (التطهير) والدراما النفسية المرعبة عن التمييز العرقي “Get Out”.
وتلعب بطولة فيلم “The Hunt”، الممثلة الأمريكية، هيلاري سوانك، التي فازت بجائزة الأوسكار في عامي 2000 و2005، عن فيلمي “Boys Don’t Cry” و”Million Dollar Baby”.
أيضا ما يؤكد على أن ترامب كان يقصد بالفيلم “The Hunt”، هو ما ذكرته صحيفة “هوليوود ريبورتر” الأمريكية، عندما استشهدت بتفاصيل في سيناريو الفيلم، وأشارت إلى أن أحد أبطال العمل وصف الأشخاص الذين يتم اصطيادهم في مشهد “بالأسى” (Deplorables).
وكانت المرشحة الديمقراطية للرئاسة في عام 2016، هيلاري كلينتون، وصفت نصف مؤيدي منافسها الجمهوري دونالد ترامب بأنهم مجموعة من الـDeplorables، الذي يتسمون بالعنصرية ويعانون من رهاب المثلية أو التمييز الجنسي أو كره الوافدين أو الدين الإسلامي.
وكان حاكم ولاية تكساس، جريج أبوت، قال إن 20 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في حادث إطلاق نار وقع، مساء السبت 3 أغسطس الجاري، في مركز تجاري بمدينة إل باسو الأمريكية.
وقال أبوت في مؤتمر صحفي بثه تلفزيون “سي.بي.اس.بي”: “20 شخصا بريئا من إل باسو فقدوا حياتهم، وأصيب أكثر من 24 بجروح”.
بدوره، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إطلاق نار فظيع حصل في مدينة إل باسو بولاية تكساس، وتشير التقارير إلى سقوط عدد كبير من القتلى.
فيما كشفت شرطة مدينة دايتون بولاية أوهايو الأمريكية، بعد ساعات، عن وقع حادث إطلاق نار مماثل قرب حانة “نيد بيبيرس بار” في منطقة “أوريغون” بالمدينة.
وقالت الشرطة، إن منفذ الهجوم يدعى كونور بيتس (24 عاما)، ومقيم في مدينة بيلبروك الواقعة في الولاية نفسها بالقرب من دايتون.
وأكدت شرطة دايتون، أن ضحايا الحادث وصل إلى 9 قتلى و27 مصابا، مشيرة إلى أن أخت مطلق النار كانت من بين المقتولين ميغان بيتس (22 عاما)، وفقا لشبكة “أي بي سي) الأمريكية.
وقال قائد شرطة مدينة دايتون، إن الشرطة قتلت المسلح، خلال 30 ثانية من إطلاقه أول رصاصة.
وأضاف قائد الشرطة ريتشارد بييل في مؤتمر صحفي، إن السلطات لم تحدد بعد السبب الذي دفع كونر بيتس، لشن الهجوم.
وتابع، أن بيتس كان يرتدي قناعا وواقيا للأذن ومسلحا ببندقيتين.
ويقع حادث دايتون، التي يقطنها نحو 140 ألف شخص وتقع في جنوب غرب أوهايو بعد 13 ساعة فقط من حادث قتل عشوائي مماثل في أحد متاجر وول مارت بمدينة إل باسو في ولاية تكساس، السبت، أسفر عن مقتل 20 شخصا وإصابة 26 آخرين، وألقت شرطة إل باسو القبض على منفذ الهجوم وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاما.
وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا، “إنه لا مكان للكراهية في بلادنا”.
وقال ترامب للصحفيين في ولاية نيوجيرزي، إنه سيدلي ببيان بشأن الحادثين غدا الاثنين. وأضاف أنه تحدث مع مكتب التحقيقات الاتحادي، ووزير العدل وليام بار، وأعضاء في الكونغرس بشأن ما يمكن عمله للحيلولة دون وقوع أعمال عنف أخرى مماثلة.
المصدر : سبوتنيك