إذا كان لديك هدف في الحياة فإن الطبيعة تقوم بمساعدتك على تحقيقه، بهذه الكلمات بدأت هيمانشي حديثها عن قصة كفاحها كأول سائقة أجرة في مدينة مومباي، تلك السيدة الأم لطفلين وزوجة لسائق أجرة يكافح يومياً من أجل توفير حياة كريمة لأسرته، ولكن طموح هيمانشي أكبر من مجرد منزل صغير وتوفير احتياجات أسرتها اليومية، بل إنها تطمح أن يحصل طفلاها على أعلى الشهادات العلمية، لذلك كان قرارها غريباً، لكنه حاسم، فقط قررت أن تبدأ في العمل كسائق سيارة أجرة.
تقول هيمانشي بحسب البيان الإمارتية: «تربيت وسط عائلة تقدس الحياة العملية، فقد كانت أمي تعمل لكي تؤمن لنا حياة كريمة وكانت تقول لنا دوماً إن العمل ليس له شروط، فقط لا بد من معرفة إمكاناتنا وكيف يمكن استغلالها للحصول على عمل نفيد من خلاله أسرتنا ومجتمعنا، لذلك طلبت من زوجي أن يتولى مهمة تعليمي القيادة تمهيداً للعمل كسائق سيارة أجرة».
التحديات
في البداية لم يكن الأمر سهلاً، خاصة في مجتمع يعتبر بعض المهن محرمة على المرأة، لذلك ومنذ ثلاث سنوات عندما بدأت هيمانشي مشوارها كان السائقون في المحطة التي قررت أن تبدأ عملها منها يقومون ببعض المضايقات لجعلها تتراجع عن قرارها.
في بداية العام الجاري كانت هناك مكافأة في انتظار هيمانشي عندما قرأت في إحدى الصحف عن توفير سيارات أجرة من قبل الحكومة للمحترفين، وبالفعل قامت بدخول اختبار القيادة الخاص بتلك المبادرة ونجحت في الحصول على سيارتها الخاصة من مالها الذي كانت تدخره خلال 3 سنوات من عملها لتبدأ مرحلة جديدة في تحدي الحياة الذي بدأته منذ ثلاث سنوات.
عن رأي المجتمع الآن فيما تقوم به قالت هيمانشي: «ذات مرة دخل رجل مسن سيارة أجرة، وقال في قريتي سمعت أن النساء يحرزن تقدماً في المدن، لكن هذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها. رؤيتك تقود سيارتك تجعلني فخوراً».
ليس المجتمع فقط، بل أيضاً عائلة هيمانشي، فطفلاها وزوجها دائماً ما يقدمون لها التشجيع المعنوي، كما أن هناك تحدياً بين هيمانشي وزوجها يومياً حول من سيحصل على أجرة أكثر خلال ساعات عمله، أما طفلاها فأصبح حلمهما أن يصبح واحد طبيباً، والأخرى مدرسة، لتكمل هذه العائلة مسيرتها في خدمة المجتمع الهندي.