قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأحد، إنه بحث خلال لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قضية المواطن الأميركي مصطفى قاسم الذي توفي قبل أيام داخل سجن مصري.
وكتب بومبيو على حسابه في تويتر “القتيت الرئيس السيسي اليوم وبحثت معه الوفاة المأساوية وغير المبررة للمعتقل الأميركي مصطفى قاسم في مصر”.
وأضاف في التغريدة “بخصوص ليبيا، اتفقت مع الرئيس السيس على الحاجة الملحة للعودة إلى عملية سياسية ترعاها الأمم المتحدة ووقف لإطلاق النار”.
وأفادت مصادر عدة الاثنين، بأن سبب وفاة قاسم في السجون المصرية هو إضرابه المتواصل عن الطعام احتجاجا على ظروف سجنه.
واعتقل قاسم قبل نحو ست سنوات على خلفية قضية فض اعتصام رابعة، وحكم عليه بالسجن 15 سنة.
وكان قاسم قد وجه رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس في 2018، طالبا منهم التدخل والضغط على السلطات المصرية للإفراج عنه، مؤكدا أنه كان في زيارة عمل لمصر، وتم إلقاء القبض عليه من دون وجه حق.
ومصطفى قاسم رجل أعمال أميركي يقيم في مدينة نيويورك التي هاجر إليها قبل سنوات عديدة، بحسب صهره مصطفى أحمد.
وكتب أحمد في مقال رأي لصحيفة نيويورك تايمز في أكتوبر 2018، أن قاسم كان سائق سيارة أجرة في نيويورك لعدة أعوام قبل أن يطلقا معا مشروعا تجاريا.
وأوضح أن عائلته وعائلة قاسم وهو أب لطفلين، لا تزالان تقيمان في مصر، وأنهما تعودا على زيارة القاهرة كل صيف.
وفي 2013 عندما وصلت الاضطرابات السياسية إلى أوجها في مصر وسط المعارضة الشديدة للرئيس آنذاك محمد مرسي، قرر الرجلان أن يزورا أقاربهما من دون مشاكل، لأنهما لا يتدخلان في السياسة وظنا أن الزيارة ستمر بسلام، وفق أحمد.
لكن في الـ 14 من أغسطس 2013، وقبل خمسة أيام على عودتهما المقررة إلى الولايات المتحدة، وجد أحمد وصهره نفسيهما وسط موجة من العنف المخيف بمجرد أن غادرا مركز تسوق في القاهرة. وما كان ذلك العنف سوى عملية فض الاعتصام الذي جمع أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر في شرق القاهرة.
ووسط الفوضى، أوقف جنود الرجلين وطلبوا منهما أوراق هويتيهما. وبينما سلمهما أحمد وثائقه المصرية لتجنب لفت الانتباه كما قال، اختار قاسم الاحتماء بجواز سفره الأميركي.
تلك الخطوة، أثارت غضب أحد الجنود، وفق أحمد الذي قال إن العسكري ما أن رأى جواز السفر الأزرق حتى انهال على قاسم ضربا لينضم إليه رفاقه ويشاركونه الاعتداء على الرجل الذي كان في 48 من عمره. وبينما دفع أحمد جانبا، تم سحب قاسم إلى مكان مجهول.
وانقطعت الأنباء عن الأخير لأسبوعين، ثم علمت الأسرة أنه يقبع في سجن أبو زعبل العسكري في المنطقة الصحراوية القريبة من القاهرة.
واستمر اعتقال قاسم من دون توجيه أي تهم إليه لخمسة أعوام، بحسب صهره الذي أشار إلى أنه يعاني من عدة مشاكل صحية بينها السكري وأمراض في القلب والغدة الدرقية، وخضع لعلاج ضد سرطان الجلد.
وفي الثامن من سبتمبر 2018، أدان القضاء المصري قاسم في إطار محاكمة جماعية طالت 700 شخص، تتعلق بقضية فض اعتصام ميدان رابعة. وأصدرت حكما عليه بالسجن 15 عاما.