توفى منذ قليل، الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب عن عمر يناهز ٩٤ عاما.
وجورج بوش الذي ولد في 12 يونيو 1924 كان الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة من عام 1989 إلى 1993 ونائب رئيس الولايات المتحدة الثالث والأربعين من عام 1981 إلى 1989.
وكان بوش عضوا في الحزب الجمهوري، كان سابقا عضوا في الكونغرس وسفيرا ومدير المخابرات المركزية. وكان أكبر الرؤساء ونواب الرؤساء على قيد الحياة سناً. ومنذ عام 2000، أصبح يشار إليه باسم “جورج هـ. و. بوش” أو “بوش 41” أو “بوش الأكبر” أو “جورج بوش الأب” لتمييزه عن ابنه الأكبر جورج دبليو بوش الذي أصبح الرئيس الثالث والأربعين الولايات المتحدة بعد انتخابات عام 2000.
ولد بوش في ميلتون، ماساتشوستس، وهو ابن بريسكوت بوش ودوروثي ووكر بوش. أجّل بوش دراسته الجامعية بعد الهجوم على بيرل هاربورفي عام 1941، وانضم إلى البحرية الأمريكية في عيد ميلاده الثامن عشر، وأصبح أصغر طيار في البحرية الأمريكية في ذلك الوقت. خدم حتى نهاية الحرب، ثم دخل جامعة ييل. تخرج في عام 1948، وانتقل مع عائلته إلى غرب تكساس وعمل في مجال النفط، وأصبح مليونيرا في سن الأربعين. دخل بوش مجال السياسة بعد فترة وجيزة من تأسيس شركته النفطية الخاصة، وفاز في انتخابات مجلس النواب في عام 1966. وعينه الرئيس ريتشارد نيكسون بوش سفيرا لدى الأمم المتحدة في عام 1971، وأصبح رئيسا للجنة الوطنية للجمهوريين في عام 1973. في العام التالي، عينه الرئيس جيرالد فورد سفيرا في جمهورية الصين الشعبية، ثم عيّنه لاحقا لمنصب مدير المخابرات المركزية. وكان بوش قد ترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري في عام 1980 لكن بطاقة الترشيح ذهبت للمرشح رونالد ريغان. قام ريغان باختيار بوش ليكون زميله في الترشح، وأصبح بوش نائبا للرئيس بعد فوزهما بالانتخابات. وخلال فترة نيابته للرئيس التي استمرت ثمانية اعوام، ترأس بوش فريق العمل الإداري حول رفع الضوابط و”الحرب على المخدرات”.
ترشح بوش في انتخابات عام 1988 ليخلف الرئيس ريغان، وهزم خصمه الديمقراطي مايكل دوكاكيس. غطت السياسة الخارجية على رئاسة بوش: العمليات العسكرية في بنما والخليج العربي؛ سقوط جدار برلين في عام 1989، وحل الاتحاد السوفيتي بعد عامين. وقع بوش أيضا اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) التي شكلت كتلة تجارية تضم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، رغم أنه لم يتم التصديق على الاتفاق إلا بعد تركه منصبه. على الصعيد المحلي، تراجع بوش عن وعده في حملته الانتخابية، ودخل في صراع مع الكونغرس حول زيادة في الضرائب، وقام بالتوقيع على الزيادة بعد أن أقرها الكونغرس. شهدت رئاسته انتعاشا ضعيفا للركود الاقتصادي، واستمرار العجز في الميزانية وتقليص دور السياسة الخارجية كقضية رئيسية بعد الحرب الباردة، فخسر الانتخابات الرئاسية عام 1992 أمام المرشح الديموقراطي بيل كلينتون.
غادر بوش منصبه في عام 1993. وأسس مكتبته الرئاسية في عام 1997، وكان نشطا في مختلف الأنشطة الإنسانية، وأغلبها قام بها مع بيل كلينتون. ومع انتصار جورج ووكر بوش في انتخابات الرئاسة عام 2000، أصبح بوش وابنه ثاني أب وابن يتوليان منصب الرئيس، بعد جون آدمز وابنه جون كوينسي آدمز. وتولى ثاني أبنائه جيب بوشمنصب الحاكم الثالث والأربعين لولاية فلوريدا (1999-2007) وسعى لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة فى عام 2016.