عُثر على امرأة متوفاة في شقة ساخنة مساء يوم الاثنين في سانت آن بولاية ميزوري، بعد أن قطعت شركة أميرين ميزوري الكهرباء عن شقتها بسبب عدم السداد في ١١ يونيو، في قضية تسلط الضوء على المخاطر المميتة لانقطاع الخدمات الأساسية خلال موجات الحر الشديد.
تفاصيل المأساة الإنسانية
شونا توماس، البالغة من العمر ٥٥ عاماً، وُجدت ميتة في شقتها التي لم يكن فيها تكييف هواء يعمل عندما وصل الضباط. قال الرائد بليك كاريغان من شرطة سانت آن: « وجدنا أن الجو كان حاراً جداً في الشقة ». شركة أميرين ميزوري قطعت كهرباء المرأة البالغة من العمر ٥٥ عاماً بسبب عدم السداد في ١١ يونيو، كما أخبرت الشركة الشرطة حسب قول كاريغان.
هذه المأساة تعكس واقعاً قاسياً يواجهه العديد من كبار السن والأشخاص ذوي الدخل المحدود، وخاصة في المجتمعات المهاجرة والعربية، حيث قد لا يكونون مطلعين بالكامل على برامج المساعدة المتاحة أو قد يترددون في طلب المساعدة بسبب حواجز لغوية أو ثقافية.
التحديات التي تواجه كبار السن في المجتمعات المهاجرة
قضية شونا توماس تُسلط الضوء على مشكلة أوسع تواجه كبار السن في المجتمعات المهاجرة. كثيراً ما يعيش كبار السن العرب في أمريكا بدخول ثابتة ومحدودة من الضمان الاجتماعي أو مدخرات قليلة، مما يجعلهم عرضة لصعوبات في دفع فواتير الخدمات الأساسية، خاصة خلال فصول الصيف والشتاء عندما تكون تكاليف التبريد والتدفئة في أعلى مستوياتها.
كما أن العديد من كبار السن في المجتمع العربي قد لا يكونون مطلعين على برامج المساعدة المتاحة مثل برنامج المساعدة في فواتير الطاقة للأسر ذات الدخل المنخفض (LIHEAP) أو برامج الطوارئ التي تمنع قطع الخدمات خلال الظروف الجوية القاسية. حواجز اللغة والعزلة الاجتماعية قد تمنعهم من الوصول إلى هذه الموارد الحيوية.
سياسات قطع الخدمات والحماية للفئات الضعيفة
في العديد من الولايات، هناك قوانين تحمي كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة من قطع الخدمات الأساسية خلال الطقس القاسي. إلا أن هذه الحماية تعتمد غالباً على تسجيل الأشخاص في برامج خاصة أو إثبات وضعهم الطبي أو العمري لشركة الخدمات.
المشكلة أن العديد من كبار السن، وخاصة في المجتمعات المهاجرة، قد لا يعرفون عن هذه البرامج أو قد يترددون في التقدم لها بسبب الخوف من البيروقراطية أو عدم فهم الإجراءات المطلوبة. هذا يضعهم في خطر مباشر خلال الظروف الجوية القاسية.
الدروس المستفادة والإجراءات الوقائية
هذه المأساة تُذكر المجتمعات العربية والمهاجرة بأهمية التحقق من أحوال كبار السن والجيران المعرضين للخطر، خاصة خلال موجات الحر الشديد. العائلات يجب أن تتأكد من أن والديهم وأقاربهم كبار السن لديهم طرق للبقاء باردين ومُرطبين، وأنهم يعرفون كيفية الوصول إلى المساعدة الطارئة إذا لزم الأمر.
كما يجب على المجتمعات تنظيم حملات توعية لتعريف كبار السن ببرامج المساعدة المتاحة، وتوفير المساعدة في ملء الطلبات والتواصل مع شركات الخدمات. الجمعيات العربية والإسلامية يمكن أن تلعب دوراً محورياً في هذا الجهد من خلال توفير معلومات باللغة العربية وتقديم الدعم الشخصي للأفراد المحتاجين.