الجالية العربية

وكالة ICE تحتجز إمام مصري بعد سحب اللجوء الممنوح له في عهد بايدن

تتواصل حالة من الغضب والقلق في أوساط الجالية المسلمة والحقوقية في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، بعد إعلان السلطات الفيدرالية احتجاز الإمام المصري أيمن سليمان، والذي كان يشغل منصب الإمام ومرشد ديني في مستشفى الأطفال الشهير Cincinnati Children’s Hospital، وذلك أثناء حضوره لموعد روتيني مع إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE).

ووفقًا لمحاميته كريستينا جامب، من مركز القانون الدستوري للمسلمين في أمريكا، فإن سليمان حصل على اللجوء السياسي في عام ٢٠١٨، بعد أن قدم إلى الولايات المتحدة لأول مرة بتأشيرة مؤقتة في مارس ٢٠١٤، فارًّا من الاضطهاد السياسي في مصر على خلفية عمله الصحفي خلال أحداث الثورة .

في فبراير ٢٠١٥، تقدم سليمان بطلب لجوء رسمي، وتمت الموافقة عليه في يونيو ٢٠١٨، لكنه قدم لاحقًا طلبًا للحصول على البطاقة الخضراء في عام ٢٠١٩، وبعد انتظار دام ست سنوات، فوجئ في ديسمبر ٢٠٢٤ ببدء إجراءات سحب اللجوء، ثم صدر القرار النهائي في يونيو ٢٠٢٥ بإلغاء وضعه القانوني.

وتوضح محاميته أن قرار سحب اللجوء جاء بعد ١٢ يومًا فقط من سماح قاضٍ فيدرالي بمواصلة دعوى قضائية كان الإمام قد رفعها ضد وكالات أمنية أمريكية، بينها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، بسبب ورود اسمه خطأً في قاعدة بيانات لمراقبة الإرهاب، مما أدى إلى فقدانه عرض عمل سابق.

وكان سليمان قد أدلى بتصريحات مؤثرة للنائبة في الكونغرس مونيرا عبد اللهي قبيل دخوله إلى مكتب ICE في مدينة بلو آش، قال فيها: “إذا تم ترحيلي إلى مصر، فذلك يعني حكماً بالإعدام… لم آتِ إلى أمريكا بحثًا عن حياة أفضل، بل هربًا من الموت تحت بطش النظام هناك”.

وأثناء الموعد الذي كان من المفترض أن يكون إجراءً روتينيًا، قامت السلطات باعتقاله، ما أثار صدمة في أوساط الجالية، ودفع العشرات من المسلمين والمسيحيين واليهود إلى التجمع أمام مقر ICE للمطالبة بالإفراج عنه.

وقالت تالا علي، رئيسة مسجد كليفتون: “نحن كمجتمع نشعر أننا مستهدفون، وهذا الاعتقال المفاجئ يعزز هذا الشعور. أيمن ليس مجرمًا، بل قائد روحي ساهم في تعزيز السلم المجتمعي وخدمة المرضى من مختلف الأديان”.

ويُعد سليمان عضوًا في مجلس إدارة كل من رابطة المسلمين في سينسيناتي ومبادرة “الإسلام والطب”، وكان قد خدم كإمام لمدة ١٤ عامًا في مصر، قبل أن ينتقل للعمل كمرشد ديني في جامعة نورث وسترن، ثم في سجون أمريكية، قبل أن يُعيّن كأول إمام مسلم في مستشفى الأطفال.

ويخوض الإمام حاليًا معركة قانونية ضد ترحيله، مع مساندة من عدة منظمات حقوقية، على رأسها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR)، الذي وصف ما يحدث بأنه تحول خطير في سياسة التعامل مع طالبي اللجوء، إذ قال مديره خالد توراني: “قالوا لنا إنهم سيطردون المجرمين… والآن يحتجزون رجال الدين”.

ويأمل سليمان في البقاء في أمريكا ولم شمل أسرته، حيث لا تزال زوجته وأطفاله مقيمين في مصر. ولم تصدر السلطات بعد بيانًا رسميًا يوضح سبب اعتقاله المفاجئ أو المبررات القانونية لسحب اللجوء بعد سبع سنوات من منحه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !