أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال في حالة “صحية استثنائية”،
رغم الجدل الذي أثير خلال الشهور الماضية حول حالته الصحية بعد خضوعه لفحص متقدم بالرنين المغناطيسي
(MRI) في أكتوبر الماضي.
تأكيد رسمي جديد على صحة ترامب
ليفيت قالت خلال المؤتمر الصحفي اليومي في البيت الأبيض، الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٥، إن الفحص الذي خضع له ترامب في
مركز والتر ريد الطبي العسكري كان جزءًا من الفحص الدوري الروتيني الذي يجريه الرئيس، وليس نتيجة أزمة صحية طارئة.
وأوضحت أن “جميع أطباء الأشعة والاستشاريين الذين اطّلعوا على النتائج اتفقوا على أن الرئيس ترامب لا يزال في صحة
استثنائية”.
المتحدثة شددت على أن الإدارة لم تُخفِ المعلومات عن الصحافة، مشيرة إلى أن المذكرة الطبية التي صدرت في ١٠ أكتوبر
تضمنت تفاصيل الفحص ونتائجه، وأن ما جرى مجرد “تحديث” للفحص البدني السنوي للرئيس.
ما هو فحص الـ MRI الذي خضع له ترامب؟
الفحص الذي أثار التساؤلات هو فحص بالرنين المغناطيسي (MRI)، وهو نوع من التصوير الطبي المتقدم يستخدم موجات الراديو ومجالًا مغناطيسيًا قويًا لإنتاج صور دقيقة لأعضاء الجسم من الداخل، وغالبًا ما يُستخدم للاطمئنان على المخ أو العمود الفقري أو الأعضاء الداخلية. وأكد البيت الأبيض أن هذا الفحص جاء ضمن حزمة “تصوير متقدم” في إطار المتابعة الدورية لصحة الرئيس.
ترامب نفسه حاول تهدئة المخاوف عندما سُئل عن الفحص في وقت سابق، فقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة
(Air Force One): “عملت MRI، وكانت النتيجة ممتازة. أعطيناكم كل النتائج، استخدمنا الجهاز وكل شيء كان perfect”، في إشارة إلى أن الأطباء لم يرصدوا أي مشكلة مقلقة في الفحص.
الجدل بدأ مع صور الساقين المتورمتين والكدمات على اليدين
الجدل حول صحة ترامب لم يبدأ مع فحص الرنين المغناطيسي، بل تصاعد منذ يوليو الماضي عندما ظهر الرئيس في مباراة نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم في نيوجيرسي، حيث التقطت له صور وهو يجلس في المدرجات وتبدو ساقاه متورمتين بشكل لافت، ما فتح باب التكهنات عن احتمال وجود مشكلة في الدورة الدموية أو القلب.
كما أظهرت صور أخرى في الشهر نفسه وجود كدمات واضحة على يديه. وسائل إعلام ومستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا تلك العلامات دليلًا على وجود مرض خطير يتم إخفاؤه، لكن ليفيت قرأت في حينه مذكرة طبية تشرح أن تورم الساقين “حالة حميدة وشائعة” لدى من تجاوزوا السبعين من العمر، وأن الكدمات على اليدين مرتبطة بـ”المصافحات المتكررة واستخدام الأسبرين”، وهو دواء مسيل للدم يُستخدم بكثرة للوقاية من الجلطات.
تقرير الطبيب العسكري: قلب ورئة وجهاز عصبي في حالة جيدة
في المذكرة الطبية الأخيرة، كتب الطبيب العسكري المشرف على صحة الرئيس، الكابتن في البحرية الأمريكية شون باربابيلا،
أن زيارة أكتوبر كانت جزءًا من “خطة مستمرة للحفاظ على الصحة”، تضمنت تصويرًا متقدمًا، وتحاليل مخبرية، وفحوصًا
وقائية متعددة أجرتها فرق متخصصة في القلب والرئة والجهاز العصبي واللياقة البدنية.
وأكد الطبيب أن ترامب “لا يزال في صحة استثنائية، ويُظهر أداءً قويًا في وظائف القلب والجهاز التنفسي والجهاز
العصبي، إضافة إلى اللياقة البدنية العامة”. هذا النوع من البيانات الطبية يتم عادة صياغته بعناية شديدة في البيت
الأبيض، نظرًا لحساسية أي إشارة إلى تراجع في صحة الرئيس.
فحوص متكررة ورسائل سياسية
فحص أكتوبر لم يكن الأول خلال عام ٢٠٢٥؛ إذ سبق أن خضع ترامب في أبريل لفحص شامل، أعلن بعده الطبيب نفسه أن الرئيس “لا يزال في صحة ممتازة”. تكرار التأكيد على أن النتائج إيجابية يأتي في وقت تتزايد فيه أعمار القادة في واشنطن، ما يجعل الملف الصحي جزءًا من النقاش السياسي اليومي في أمريكا.
ليفيت أشارت أيضًا إلى أن الصحفيين سيتمكنون من رؤية ترامب “بأعينهم” في وقت لاحق من اليوم خلال مأدبة عشاء يفتحها للصحافة، وربما أيضًا خلال مراسم توقيع مشروع القانون الخاص بإعادة فتح الحكومة الفدرالية بعد الإغلاق، في رسالة
واضحة بأن الرئيس يمارس مهامه بشكل طبيعي ولا يعاني من أي عجز يمنعه من الظهور أو العمل.






