العرب والعالم

التفاصيل الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران: تدمير منشآت نووية ومقتل قادة بارزين في عملية غير مسبوقة

تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية

بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية في حوالي الساعة 2:00 صباحاً بالتوقيت المحلي، حيث شنت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية خمس موجات من الهجمات المتتالية استهدفت مواقع متعددة في أنحاء إيران. وحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن العملية استهدفت “عشرات المواقع العسكرية بما في ذلك مواقع نووية في مناطق مختلفة من إيران”. وقد شاركت في العملية أيضاً وحدات من الموساد الإسرائيلي التي نفذت عمليات سرية لتعطيل منظومات الدفاع الجوي الإيرانية.

استهدفت الضربات الإسرائيلية مفاعل نطنز النووي في محافظة أصفهان، والذي يُعتبر من أهم المنشآت النووية الإيرانية، بالإضافة إلى مفاعل آراك للماء الثقيل ومفاعل خنداب، ومجمع بارتشين العسكري السري. كما طالت الهجمات العاصمة طهران حيث استُهدفت مقار قيادية للحرس الثوري ومنازل كبار القادة العسكريين في أحياء مختلفة من المدينة.

الخسائر في الصفوف الإيرانية

تكبدت إيران خسائر فادحة في صفوف قياداتها العسكرية والعلمية، حيث أكدت وسائل الإعلام الإيرانية مقتل قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي في الهجمات الإسرائيلية. كما أفادت تقارير بمقتل قائد قرارگاه خاتم الأنبياء اللواء غلام علي رشيد، ورئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري.

وفي ضربة موجعة للبرنامج النووي الإيراني، قُتل اثنان من كبار العلماء النوويين في إيران هما الدكتور فريدون عباسي دواني والدكتور محمد مهدي طهرانچي، اللذان كانا يعملان على تطوير الجوانب التقنية للبرنامج النووي. كما أُصيب علي شمخاني، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ومن الشخصيات الأمنية البارزة، بجروح خطيرة ونُقل إلى المستشفى.

اقرأ أيضًا  التفاصيل الكاملة للرد الإيراني المدمر على الهجوم الإسرائيلي : مئات الصواريخ تقصف تل أبيب في عملية الوعد الصادق الثالثة

السياق النووي والمبررات الإسرائيلية

برر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية بالقول إن إيران “أثرت اليورانيوم بمستوى عالٍ يكفي لتسع قنابل ذرية” وأنها اتخذت في الأشهر الأخيرة “خطوات في مجال التسليح لم تتخذها من قبل”. وأضاف نتنياهو أن هذه الخطوات “قربتها من الحصول على سلاح نووي في وقت قصير – سلاح يمكن أن يهدد وجودنا ذاته”.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “النظام الإيراني يعمل على تحقيق أسلحة نووية منذ عقود، وقد حاول العالم إيقاف النظام بكل الطرق الدبلوماسية الممكنة لكن النظام رفض التوقف”. وأشار إلى أنه “في الأشهر الأخيرة تراكمت معلومات استخباراتية مختلفة تثبت أن النظام الإيراني يقترب من نقطة اللاعودة”.

وقد جاءت العملية الإسرائيلية بعد يوم واحد من إدانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران – لأول مرة منذ عقدين – بسبب رفضها التعاون مع مفتشي الوكالة النوويين. وتشير التقديرات إلى أن إيران تخصب اليورانيوم حالياً بنسبة 60%، وهو مستوى قريب من المستوى العسكري، وقد سرّعت من تقدمها النووي بتركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً.

الموقف الأمريكي والدولي

أكدت الولايات المتحدة أنها لم تشارك في العملية العسكرية الإسرائيلية، حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن “إسرائيل اتخذت إجراءً أحادي الجانب ضد إيران. نحن لم نشارك في الهجمات ضد إيران وأولويتنا الأساسية هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة”. وقد أبلغت الولايات المتحدة حلفاءها مسبقاً أن الضربات الإسرائيلية وشيكة وأوضحت أنها غير متورطة فيها.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عارض علناً توجيه إسرائيل ضربة للمواقع النووية الإيرانية يوم الخميس، قائلاً إنه ما زال يعتقد أن اتفاقاً نووياً ممكن. وقد أثارت العملية الإسرائيلية تقلبات في الأسواق العالمية، حيث ارتفعت أسعار النفط بنسبة 5% بينما شهدت الأسهم الأمريكية انخفاضاً.

اقرأ أيضًا  التفاصيل الكاملة للرد الإيراني المدمر على الهجوم الإسرائيلي : مئات الصواريخ تقصف تل أبيب في عملية الوعد الصادق الثالثة

رد الفعل الإيراني والتهديدات بالانتقام

أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بياناً قال فيه إن “النظام الصهيوني يجب أن ينتظر عقاباً شديداً” و”اليد القوية للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية لن تتركه بإذن الله”. وأضاف خامنئي أن “النظام الصهيوني بهذه الجريمة، أعد لنفسه مصيراً مريراً ومؤلماً وسيحصل عليه بالتأكيد”.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس حالة طوارئ خاصة في جميع أنحاء إسرائيل، محذراً من أن “هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد دولة إسرائيل وسكانها المدنيين متوقع في المستقبل القريب”. وقد توقفت جميع الرحلات الجوية في مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، كما سُمعت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل.

التأثير على المفاوضات النووية

جاءت العملية الإسرائيلية قبل أيام قليلة من الجولة السادسة المقررة للمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط يوم الأحد. وقد سعت الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق يحد من البرنامج النووي الإيراني، بينما أصرت إيران على حقها في تخصيب اليورانيوم ورفضت التوقف الكامل عن هذه الأنشطة.

وأشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقچي إلى أن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أدان إيران “قد يؤثر بشكل أو بآخر على المفاوضات المرتقبة يوم الأحد”. ومن غير الواضح الآن ما إذا كانت المفاوضات ستُعقد كما هو مخطط لها في ظل التصعيد العسكري الحالي.

ردود الفعل الإقليمية والعربية

أدانت سلطنة عُمان، التي تتوسط بين الولايات المتحدة وإيران في المحادثات النووية، الهجوم الإسرائيلي واتهمت إسرائيل بالمسؤولية عن التصعيد و”عواقبه”. وبشكل عام، دعت معظم الحكومات العربية في مواقفها الرسمية إلى تهدئة التوترات، بينما كانت الاستثناءات الوحيدة في العالم العربي تشمل أنصار الله في اليمن ولبنان وحكومات أخرى متحالفة مع محور المقاومة.

وقد وصف محللون عرب الهجوم الإسرائيلي بأنه يمثل نقطة تحول في المنطقة، حيث أشار محلل عربي إلى أن “المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران يمكن أن تجر المنطقة إلى حرب كبيرة وتسحب الولايات المتحدة إليها، ومنظور الحرب الإقليمية سيبقى دائماً على الطاولة”.

اقرأ أيضًا  تحطم طائرة إير إنديا ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 242 شخصًا

التحليل والتوقعات المستقبلية

تمثل العملية الإسرائيلية “عَمْ كلافيا” نقطة تحول جذرية في الصراع الإيراني الإسرائيلي، حيث تجاوزت إسرائيل لأول مرة حدود الحرب بالوكالة إلى المواجهة المباشرة مع البرنامج النووي الإيراني. وقد أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير أن الوضع “وصل إلى نقطة اللاعودة” وأن “الهجوم كان ضرورة تشغيلية فورية”.

من المتوقع أن ترد إيران بقوة على الهجوم الإسرائيلي، حيث كانت قد هددت مسبقاً بـ”إطلاق مئات الصواريخ الباليستية فوراً” في حالة تعرضها لهجوم إسرائيلي. وقد حذر نتنياهو الجمهور الإسرائيلي من أن “لإيران ما زالت قدرات كبيرة على إيذائنا وقد استعددنا لذلك أيضاً”.

وفي ظل التصعيد الحالي، من المرجح أن تؤثر العملية على مسار المفاوضات النووية، حيث قد تؤدي إلى تصلب الموقف الإيراني أو حتى انسحابها من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية كما هددت سابقاً. كما أن التصعيد قد يجر المنطقة إلى دوامة عنف أوسع تشمل حلفاء إيران في المنطقة من محور المقاومة، بما في ذلك حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والفصائل المسلحة في العراق وسوريا.

وأخيراً، قد تمثل هذه العملية بداية مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها المنطقة، وقد تؤثر على أسعار النفط العالمية وتدفقات التجارة البحرية في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز الاستراتيجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !