في قصة إنسانية مؤثرة تجسد معنى العطاء والتضحية، قامت المعلمة ليليان جونستون بالتبرع بإحدى كليتيها لزوج زميلتها في العمل آلي شيتشينسكي، الذي كان يعاني من فشل كلوي ويحتاج بشدة إلى عملية زراعة كلية لإنقاذ حياته.
وتعمل جونستون وشيتشينسكي معاً في إحدى المدارس في إلينوي، حيث تطورت بينهما صداقة عميقة على مر السنين. وعندما علمت جونستون بمعاناة براد، زوج زميلتها، من المرض الخطير والحاجة الماسة لكلية متبرع، لم تتردد في اتخاذ قرار التبرع.
وقالت جونستون في مقابلة صحفية: « عندما رأيت معاناة آلي وزوجها، علمت أنه يتوجب علي فعل شيء. لم أستطع الوقوف مكتوفة الأيدي وأرى عائلة كاملة تمر بهذا الألم بينما أملك القدرة على المساعدة ». وأضافت أن قرار التبرع كان طبيعياً بالنسبة لها كونه « الشيء الصحيح الذي يجب فعله ».
وخضع كل من جونستون وبراد شيتشينسكي لعملية جراحية معقدة في مستشفى متخصص في زراعة الأعضاء، حيث تكللت العملية بالنجاح الكامل. وبحسب الفريق الطبي، فإن كلا المريضين يتعافيان بشكل ممتاز ومن المتوقع أن يعودا إلى حياتهما الطبيعية قريباً.
وعبرت آلي شيتشينسكي عن امتنانها العميق لزميلتها قائلة: « ما فعلته ليليان يفوق الوصف. لقد أنقذت حياة زوجي وأعطت عائلتنا أملاً جديداً. إنها ليست مجرد زميلة عمل، بل أخت حقيقية بكل معنى الكلمة ». وأضافت أن هذا العمل النبيل سيبقى في قلوبهم إلى الأبد.
وأصبحت قصة جونستون مصدر إلهام في المدرسة والمجتمع المحلي، حيث أشاد الزملاء والطلاب والأهالي بشجاعتها وعطائها. وقال مدير المدرسة: « ليليان تجسد أفضل ما في مهنة التعليم. إنها لا تعلم الطلاب فقط في الفصول الدراسية، بل تعلمنا جميعاً معنى العطاء والإنسانية ».
وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من ١٠٠ ألف أمريكي يحتاجون حالياً إلى زراعة الأعضاء، وأن شخصاً واحداً يُضاف إلى قائمة الانتظار كل عشر دقائق. وتعتبر قصة جونستون تذكيراً قوياً بأهمية التبرع بالأعضاء وكيف يمكن لشخص واحد أن يغير حياة إنسان آخر بالكامل.
ومن المتوقع أن تعود جونستون إلى التدريس قريباً، حاملة معها ليس فقط ندبة العملية الجراحية، بل أيضاً رضا عميق بمعرفة أنها ساعدت في إنقاذ حياة إنسان وإعطاء الأمل لعائلة كاملة.