بقلم : د. فاطمة الزهراء «أكاديمية وباحثة جزائرية»
المُختار من الرب ! .. هكذا يحاول الترويج لنفسه لتبرير أعماله وأفعاله التي أثارت الغضب مرات عديدة بين نقض للاتفاقيات وإشعال حرب تجارية وإطلاق العنان لسباق تسلح محموم ودعم لا محدود لإسرائيل على حساب تحقيق السلام في الشرق الأوسط…
منذ تولي ترامب إدارة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية ، واندلاع حروب إقليمية ساخنة وحروب أخرى بالوكالة ، ووجود حالة توتر دائمة في العلاقات الدولية ، تعكسها باستمرار الخلافات العميقة في مجلس الأمن الدولي ، والتي تحول دون التوصل إلى أي حلول حاسمة لقضايا العالم الملتهبة ، ومن الطبيعي أن تمثل تلك الحالة تهديدا صريحا للسلم والأمن الدوليين ، يُغذي عودة حرب باردة من جديد ، و سباق تسلح مخيف ، بسبب النزعة العسكرية الأميركية الجديدة ! و منطق من ليس معنا فهو ضدنا …استراتيجية أمريكية أعلنها بوش الإبن بصراحة وينفذها ترامب البني آدم العنجهي المتهور ، صاحب التصرفات الطائشة ! والذي لا يفقه في أصول السياسة و الدبلوماسية شيئ !.
ترامب وبسياساته العدائية المتعجرفة و إن لم تقم أجهزة الدولة العميقة في الولايات المتحدة بإزاحته … ستشتعل حروب فعلية مع أكثر من دولة هو بطلها ! و لا أحد متفائل شأن ذلك و الكل يراقب وينظر بقلق الى التطورات المزعجة في علاقاته مع الدول و الخطورة الواضحة لاستعراض القوة .
كشف عن الوجه الحقيقي لأمريكا في كل جوانب مكوناتها القيمية، تحاسب الناس عن الديموقراطية ولها ديموقراطيتها ، تتحدث عن القهر والظلم لشعوب وهي تقهر دول وأنظمة حسب مصلحتها وتقتل شعوب بقرارات وقوانين للكونجرس ، تتحدث عن البلطجة وهي كقطاع الطرق في وضح النهار لافي الظلام ، تتحدث عن حقوق الحيوان ولاتأبه بحقوق إنسان وبشر حين تغزو وتسجن وتهجر وتقتل ، ترامب كشف الغرور الأمريكي بأنه يعلو علي كل البشر والمنظمات الدولية وأن الكونجرس سلطة أممية لابرلمان لدولة ،يفرض عقوبات علي دول ذات سيادة ، ترامب كشف أن أمريكا يجب أن لا يخشاها أعداؤها فقط بل أصدقاؤها .
حيث إنسحبت أمريكا من معاهدة الصواريخ متوسطة و قصيرة المدى في يناير 2017، و في 2 أوت (أغسطس ) أمريكا تنسحب من معاهدة الصواريخ المتوسطة و قصيرة المدى المبرمة مع روسيا بعد العمل بها لمدة 32 عاما !.
في 6 ديسمبر 2017 ترامب يعتبر القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل !و يصرح مؤخرا : ما من رئيس إمريكي ساعد إسرائيل بقدر ما فعلت ! و هذا من خلال الدعم الامحدود لإسرائيل على حساب تحقيق السلام في الشرق الأوسط .
في جانفي 2017 أعلن ترامب إنسحاب بلاده من إتفاقية باريس للمناخ !.
في ماي 2018 ينسحب بلاده من الإتفاق النووي الإيراني و إعادة العمل بالعقوبات الأمريكية على طهران !.
و يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان في 25 مارس 2019 !
و عقلية ترامب المتهورة هذه لم تستدعي محاولة إشعال فتيل حروب عسكرية كونية فقط بل تعدى الأمر لإشعال حرب إقتصادية بمحاولاته الإطاحة بالإتفاقيات التجارية الدولية التي تعد عصب الإستقرار الإقتصادي خاصة مع الصين و الشركاء الأوروبيين !
إنه ترامب الرئيس المثير دائما للجدل!