تمكن فريق من الباحثين من اكتشاف المحرك الرئيس لداء الأمعاء الالتهابي (IBD) بالإضافة إلى العديد من الاضطرابات المناعية الأخرى التي تؤثر في الكبد والشرايين والعمود الفقري.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية فإن الاكتشاف، زاد من نسبة الآمال بالشفاء لدى ملايين المرضى حول العالم.
ويشير مرض الأمعاء الالتهابي، إلى الاضطرابات التي تشمل التهاب الأنسجة المزمن في السبيل الهضمي (القناة الهضمية أو السبيل المعدي المعوي)، وهو يشتمل على عدة أنواع، منها داء كرون، الذي يتسم بحدوث التهاب في بطانة السبيل الهضمي، غالبًا ما يشمل الطبقات العميقة من السبيل الهضمي.
كما يؤثر داء كرون غالبًا في الأمعاء الدقيقة، ورغم ذلك يمكن أن يؤثر أيضا في الأمعاء الغليظة وفي حالات نادرة قد يؤثر في السبيل المعدي المعوي.
وتشير الدراسات الصحية إلى أن حالة “ميكروبيوم الأمعاء” الذي يساعد في هضم الأطعمة التي يتناولها الناس لتوفير الطاقة للجسم وامتصاص العناصر الغذائية مرتبطة بتطور الأمراض المزمنة والخطيرة، وبالتالي فمن الضروري الحصول على غذاء صحي ومتوازن.
وبحسب تقرير لموقع “هيلث سنترال” الطبي، عادةً ما تقترن الإصابة بالتهاب القولون التقرحي وداء كرون بظهور أعراض مثل الإسهال ونزيف المستقيم وألم البطن والإرهاق وفقدان الوزن.
أما بالنسبة إلى بعض الأشخاص، فقد يكون مرض الأمعاء الالتهابي مجرد مرض خفيف، لكنه قد يتطور بالنسبة إلى آخرين ليصبح داءً منهكا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة.
وقالت صحيفة “غارديان”، إن الكشف الأخير يعد إنجازا مثيراً للاهتمام بشكل خاص، لأن المسار البيولوجي المكتشف حديثاً يمكن استهدافه بواسطة الأدوية المستخدمة بالفعل، مع العمل الجاري لتكييفها مع المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء وغيره من الحالات.
ونقلت عن رئيس مجموعة الآليات الوراثية لمختبر الأمراض في معهد فرانسيس في لندن، الطبيب جيمس لي، قوله إن ما جرى اكتشافه “هو أحد المسارات المركزية التي تسوء عندما يصاب الناس بمرض التهاب الأمعاء”.
وأضاف قائلا: “حتى بالنسبة لعلم المناعة الأساسي، يعد هذا اكتشافاً مثيراً، فهو يخبرنا بأن هذا أمر يمكننا علاجه”.
وبالرغم من أن الأدوية مثل الستيرويدات يمكن أن تخفف أعراض أمراض داء الأمعاء الالتهابي، إلا أن بعض المرضى يحتاجون إلى عملية جراحية لإزالة جزء من الأمعاء.
وبحسب الصحيفة، فقد عثر فريق الباحثين بقيادة لي على هذا الاكتشاف بعد البحث في “صحراء الجينات”، وهو امتداد من الحمض النووي الموجود على “الكروموسوم “21 الذي لا يرمز للبروتينات، والذي تم ربطه سابقاً بمرض التهاب الأمعاء وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.
وأظهر العلماء، من خلال تجارب تحرير الجينات أن الجين “ETS2” أساسي للسلوك الالتهابي للبلاعم وقدرتها على إتلاف الأمعاء في مرض التهاب الأمعاء.
وداء “كرون” يصيب 4 ملايين شخص حول العالم، ويسبب أعراضا منهكة مثل التعب المزمن والإسهال وآلام البطن وفقدان الوزن وسوء التغذية، بينما كشفت دراسة حديثة عن ارتباطه بـ”بكتيريا موجودة بالفم”، حسب تقرير لموقع “ساينس أليرت”.