شهدت مدينة نيويورك صباح اليوم الخميس انطلاق العام الدراسي الجديد لنحو مليون طالب وطالبة، في حدث تعليمي استثنائي يطبق لأول مرة منذ عقود سياسة منع استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية في المدارس طوال ساعات الدوام المدرسي.
تفاصيل السياسة الجديدة ونطاق تطبيقها
دخلت السياسة الجديدة حيز التنفيذ في جميع المدارس الحكومية البالغ عددها ١٨٠٠ مدرسة عبر المقاطعات الخمس لمدينة نيويورك، حيث يُحظر على الطلاب استخدام الهواتف الذكية والساعات الذكية وأي أجهزة متصلة بالإنترنت ليست مخصصة للأغراض التعليمية الرسمية. كما يشمل الحظر أجهزة الألعاب الإلكترونية ومشغلات الموسيقى.
أكدت إدارة التعليم في نيويورك أن المدارس ملزمة بتوفير وسيلة واحدة على الأقل للعائلات للتواصل مع أطفالهم في حالات الطوارئ، وذلك من خلال خطوط هاتفية مخصصة في كل مدرسة أو عبر مكاتب الإدارة المدرسية.
الاستثناءات والضوابط الخاصة
نصت السياسة على استثناءات محددة للطلاب الذين يعانون من إعاقات أو حالات طبية خاصة تستدعي استخدام هذه الأجهزة، بناءً على تقارير طبية معتمدة وموافقة إدارة المدرسة. كما تُترك للمديرين حرية تحديد آليات جمع وحفظ الهواتف خلال اليوم الدراسي، سواء في خزائن مقفلة أو صناديق مخصصة أو أكياس خاصة.
وفي حال مخالفة الطلاب لهذه القوانين، ستواجههم إجراءات تأديبية متدرجة تبدأ بالإنذار وتصل إلى الاستدعاءات للأولياء والإحالة لمستشارين تربويين، وفق ما أعلنته إدارة التعليم.
ردود فعل متباينة من الأهالي والطلاب
أثارت السياسة الجديدة ردود فعل متباينة في أوساط العائلات العربية والمهاجرة في نيويورك، حيث عبر بعض الأولياء عن قلقهم من عدم قدرتهم على التواصل المباشر مع أطفالهم خلال ساعات الدراسة، خاصة في ظل الظروف الأمنية المتغيرة في المدينة. بينما أيد آخرون القرار باعتباره خطوة ضرورية لتحسين التركيز الأكاديمي وتقليل التشتت الذهني.
من جهة أخرى، أعربت نقابة المعلمين في نيويورك عن دعمها للسياسة الجديدة، مؤكدة أن الدراسات التربوية تشير إلى تحسن ملحوظ في مستويات التركيز والتفاعل الصفي عند تقليل استخدام الأجهزة الذكية.
افتتاح سبع مدارس جديدة في أحياء متنوعة
تزامن مع بداية العام الدراسي افتتاح سبع مدارس عامة جديدة موزعة على مقاطعات بروكلين وكوينز وبرونكس وستاتن آيلاند، وذلك لمواجهة الزيادة المستمرة في أعداد الطلاب، خاصة من أبناء المجتمعات المهاجرة والعربية التي تشهد نمواً ديموغرافياً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.
كما شهد اليوم الأول قيام العمدة إريك آدامز ومستشارة التعليم أفيليس راموس بزيارات ميدانية لعدة مدارس، حيث دشنا أول مدرسة إعدادية للكليات التاريخية السوداء في المدينة، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز التنوع التعليمي والثقافي.