قال مكتب المدعي العام في مدينة مانهاتن بولاية نيويورك الأمريكية، اليوم الأربعاء، إنه سيتحرك لتبرئة رجلين أدينا بجريمة قتل الداعية الإسلامي مالكوم إكس عام 1965.
وقال مكتب المدعي العام في مانهاتن سايروس فانس، إنه سيعقد مؤتمرا صحفيا يوم غد الخميس للإعلان عن تبرئة محمد عبد العزيز وخليل إسلام، الذين عرفا حينها باسم نورمان بتلر وتوماس جونسون.
وقال فانس في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”: “الرجلان لم يحصلا على العدالة التي يستحقونها”.
وقالت الصحيفة إن تحقيقا استمر 22 شهرا أجراه مكتب المدعي العام في مانهاتن بالاشتراك مع محاميي الرجلين، وجد أن المدعين العامين ومكتب التحقيقات الفيدرالي وشرطة نيويورك حجبوا أدلة كان من المحتمل أن تؤدي إلى تبرئتهم.
يذكر أنه تم إطلاق سراح عزيز (83 عاما) من السجن عام 1985، وأفرج عن إسلام عام 1987 وتوفي عام 2009. أما الرجل الثالث مجاهد عبد الحليم، فاعترف بجريمة القتل وأفرج عنه من السجن عام 2010.
وذاع صيت مالكوم إكس كمدافع عن حقوق الأمريكيين ذوي أصول إفريقية من العنصرية وأحد رموز حركة “أمة الإسلام”، الذي أقنع عددا كبيرا جدا من الأمريكيين بالانضمام إلى هذه الحركة، بمن فيهم الملاكم الشهير كاسيوس كلاي، الذي غير اسمه إلى محمد علي بعد اعتناقه الإسلام عام 1964.
وفي 21 فبراير عام 1965، اغتيل مالكوم إكس، بطلقات نارية فور صعوده منصة قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك.
خلافه مع منظمة «أمة الإسلام»
في الحج بعدما تعرف مالكوم على الإسلام – وكيف ينادي بالمساواة بين الأعراق – تخلى عن اعتقاده بأن البيض شياطين، وعقب ذلك أسس منظمة أسماها مؤسسة المسجد الإسلامي وأخرى حملت اسم منظمة اتحاد الأفارقة الأمريكيين، وأخذ يتجه بأفكاره نحو الاشتراكية محاولاً في هذه المنظمة الأخيرة أن يجد أرضية مشتركة للنضال تضم جميع المناضلين السود، وعلى الرغم من سعيه إلى الابتعاد عن النزاع مع منظمة أمة الإسلام إلا أن خصاماً علنياً نشب بين الطرفين فيما بعد، وأمرته المنظمة بإخلاء بيته لأنه ملك لها.
ونذر مالكوم نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي وحاول تصحيح مفاهيم جماعة أمة الإسلام الضالة، فقوبل بالعداء والكراهية منهم وبدءوا بمضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك، وظل يسير في خطى واضحة يدعو إلى الإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية،إلى الإسلام اللاعنصري – كما أسماه – ونادى بأخوة بني الإنسان بغض النظر عن اللون ودعا إلى التعايش بين البيض والسود – وهو أحد أسباب العداء مع منظمة أمة الإسلام – وأحجمت الصحف الأمريكية عن نشر أي شيء عن هذا الاتجاه الجديد، واتهموه بتحريض السود على العصيان فرد قائلاً: «عندما تكون عوامل الانفجار الاجتماعي موجودة لا تحتاج الجماهير لمن يحرضها، وإن عبادة الإله الواحد ستقرب الناس من السلام الذي يتكلم الناس عنه ولا يفعلون شيئاً لتحقيقه»
اغتياله في نيويورك
بتنامي الخلافات بين مالكوم ومنظمة أمة الإسلام، قامت المنظمة بإعطاء أوامرها بقتل مالكوم إكس، ومباشرةً وفي 14 شباط / فبراير 1965 قامت مجموعة بإضرام النيران في بيته إلا أنه نجا وعائلته من النيران، وفي الحادي والعشرين من نفس الشهر صعد مالكوم إلى منصة في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك ليلقي محاضرة يدعو فيها إلى الإسلام، وخلال المحاضرة نشبت مشاجرة مفتعلة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليها،وحاول الحراس الشخصيون لمالكوم السيطرة على الوضع، فاقترب رجل من المنصة وأطلق النار عليه وأصابه في صدره، وبعدها تقدم رجلان آخران من المنصة وأمطروا مالكوم بوابل من النيران فأردوه قتيلاً.
أصيب مالكوم بست عشرة رصاصة في صدره، وتدفق الدم بغزارة من جسده ليلقى مصرعه على الفور. تم القبض على القتلة الذين تبين أنهم من رجال منظمة أمة الإسلام ولكنهم أنكروا أن يكونوا قد تلقوا أوامر بقتل مالكوم إكس، وقالوا أنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم.