شهدت مدينة لاس فيغاس انفجارًا مدويًا يوم الأربعاء الماضي، حيث قام جندي في القوات الخاصة الأمريكية، يُدعى ماثيو ليفلزبرجر، بتفجير سيارة مستأجرة من طراز “سايبرتراك” بالقرب من فندق ترامب الدولي. في حين أصيب سبعة أشخاص بجروح طفيفة، عُثر على جثة ليفلزبرجر محترقة بالكامل داخل السيارة. ووفقًا للشرطة، ترك الجندي خلفه ملاحظات توضح دوافعه، واصفًا الحادث بأنه “تنبيه” وليس هجومًا إرهابيًا.
رسائل تكشف دوافع الحادث
عثرت شرطة لاس فيغاس على هاتف محمول محترق داخل السيارة، يحتوي على ملاحظات مكتوبة بخط يد ليفلزبرجر. جاء في إحدى هذه الرسائل:
“هذا ليس هجومًا إرهابيًا، بل دعوة للاستيقاظ. الأمريكيون لا يلتفتون إلا إلى المشاهد المبهرة والعنف. ما أفضل طريقة لإيصال رسالتي من استعراض بالألعاب النارية والمتفجرات؟”
في رسالة أخرى، أوضح ليفلزبرجر (37 عامًا) أنه كان يسعى إلى “تطهير ذهنه” من ذكريات فقدانه زملاءه الجنود، قائلاً: “لماذا فعلت ذلك الآن؟ كنت بحاجة لتطهير ذهني من الإخوة الذين فقدتهم وتخفيف العبء عن الأرواح التي أزهقتها.”
انتقادات للقيادة الأمريكية
في رسالة ثالثة، وجه الجندي انتقادات حادة للقيادة الأمريكية، قائلاً: “نُقاد بيد قيادة ضعيفة وجبانة لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها الشخصية. نحن الولايات المتحدة الأمريكية، أفضل بلد وُجد على الإطلاق! ولكننا الآن في حالة مرض عضال ونتجه نحو الانهيار.”
الخلفية الشخصية للجندي
ليفلزبرجر، الذي انضم إلى القوات الخاصة الأمريكية (القبعات الخضراء) عام 2006، خدم في أفغانستان خلال عامي 2017 و2018. وُصف من قبل معارفه بأنه “وطني من الطراز الأول” ومؤيد قوي للرئيس المنتخب دونالد ترامب. ومع ذلك، أشارت التحقيقات إلى معاناته من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ومشاكل شخصية أخرى يُعتقد أنها ساهمت في قراره بالانتحار.
تفاصيل الرحلة والانفجار
وفقًا للشرطة، غادر ليفلزبرجر منزله في كولورادو سبرينغز بعد شجار مع زوجته حول خيانتها المزعومة. استأجر سيارة سايبرتراك عبر تطبيق “تورو” وسافر إلى لاس فيغاس، حيث أوقف السيارة أمام فندق ترامب وقام بتفجير المتفجرات وإطلاق النار على رأسه.
التحقيقات مستمرة
قال كيفن مكماهيل، شريف لاس فيغاس:“ما زلنا في بداية التحقيقات. البيانات التي عثرنا عليها على هاتف ليفلزبرجر ضخمة وتتطلب جهودًا مكثفة من قبل فريق التحقيق المشترك بين الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات (ATF).”
كما أوضح أن السلطات تسعى لفك تشفير هاتف آخر وجهاز لابتوب كان بحوزة الجندي.
ردود فعل وحالة من الصدمة
أثار الحادث صدمة كبيرة في الأوساط المحلية، لا سيما وأن الجندي كان معروفًا بدوره المتميز في الجيش الأمريكي. وبحسب تصريحات عمه، كان ليفلزبرجر داعمًا قويًا لسياسات ترامب، ما يجعل دوافعه تبدو معقدة.
ما زالت التحقيقات جارية لتقديم صورة أوضح عن الأسباب التي دفعت هذا الجندي إلى اتخاذ هذا القرار المأساوي والمثير للجدل.