المصدر: الحرة + the history channel
احتار الفريق الأمني المرافق للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في الإجراءات التي يجب تنفيذها عندما وقع هجوم 11 سبتمبر 2001، خاصة وسط الشح المعلوماتي.
كان بوش حينها في زيارة لمدرسة في مدينة ساراسوتا بولاية فلوريدا عندما وصلته أنباء الهجوم الإرهابي، وقد خشي عناصر الخدمة السرية المرافقة له من أن تكون طائرته الشخصية عرضة للخطر.
وقد تلقى الفريق المرافق لبوش معلومات خاطئة وغير واضحة بخصوص أخطار قادمة، والتي كشفت عنها قناة History في الفيلم الوثائقي “9/11: Inside Air Force One” والمقرر إذاعته اليوم.
“أستطيع أن أقول لك شيئا واحدا بشكل قاطع، لم يكن أحد يعرف ماذا يحدث”، يقول دافيد ويلكينسون، عميل الخدمة السرية الذي كان يرافق بوش آنذاك على متن الطائرة، لقناة History.
وبينما اعتقد جهاز الخدمة السرية أن المكان الأكثر أمانا للرئيس كان في الطائرة الرئاسية الملقبة بـ Air Force One، كان الفريق يتلقى تقارير عن تهديدات جوية، كان أبرزها التالي:
1- صاروخ ستينغر أرضي
تلقى طاقم الطائرة الرئاسية معلومات عن احتمالية وجود شخص يحمل مدفع ستينغر مضاد للطائرات في نهاية مدرج المطار، لكن تبين لاحقا أن هذا غير صحيح.
وقد قام كابتن الطائرة، مارك تيلمان، بالإقلاع بالطائرة عكس الاتجاه المعتاد، لتفادي الهجوم الذي تبين أن المعلومات بخصوصه كانت غير صحيحة.
لم يمر الكثير بعد إقلاع الطائرة حتى ترددت أخبار وجود طائرات تنوي استهداف البيت الأبيض مما جعل طاقم الطائرة في حيرة من وجهتهم المقبلة.
وقرر الفريق أنه من الخطر نقل الرئيس إلى واشنطن، ولذلك طارت الطائرة في شكل دائري فوق خليج المكسيك، وقد أُخبر طاقم الطائرة أن البيت الأبيض تلقى رسالة تهديد تقول “الملاك هو التالي”، والملاك هو الاسم الرمزي للطائرة الرئاسية.
لم يتم معرفة ما إذا كان الخطر كان داخل أو خارج الطائرة الرئاسية، لذلك تم وضع حرس أمام قمرة القيادة بالطائرة، بالإضافة إلى حرس في منتصف الطائرة لمنع أي شخص يقترب من مكتب الرئيس. كما تم تمشيط الطائرة كليا خوفا من وجود قنابل.
اضطر طاقم الطائرة إلى الطيران على ارتفاع عال جدا لتفادي أي أخطار محتملة، ليتمكنوا من كشف أي عنصر معاد بسهولة لعدم وجود طيران على هذا العلو.
لكن الطيران على ارتفاع 45 ألف قدم قد أثر على نظم الاتصالات لتصبح أضعف.
وبعيدا عن الراديو والتليفون، لم يكن هناك بريد إلكتروني يعمل على متن الطائرة آنذاك، حتى الإرسال التليفزيوني كان متقطعا.
4- طائرات مجهولة
تلقى تيلمان تحذيرا من تكساس، يفيد وجود طائرة مجهولة الهوية خلف الطائرة الرئاسية، ولم تمر لحظات حتى لاحظوا مقاتلتين مجهولتي الهوية وهما تقتربان من الطائرة الرئاسية، مما جعل الركاب في حالة خوف.
لكن تلقى تيلمان رسالة من قائدي الطائرتين التي تبين أنهما من طراز F-16، بأنهما جاءوا لحماية الطائرة الرئاسية.
5- أين الوجهة القادمة؟
بينما كان يصر بوش على العودة لواشنطن لإلقاء خطاب بخصوص الكارثة، هبط تيلمان بالطائرة في قاعدة باركسدال بولاية لويزيانا للتزود بالوقود والطعام.
وفي ذلك الوقت توجه بوش إلى مكتب قائد القاعدة للتواصل مع نائبه. وقد قام بوش بتسجيل خطاب للشعب الأميركي لم يتم بثه مباشرة.
لم يكن يعلم أحد ما هي الوجهة القادمة، فعندما سؤلت آن كومبتون، مراسلة ABC News في البيت الأبيض والتي كانت على متن الطائرة مع بوش، عن وجهة الطائرة الرئاسية، لم تكن تعرف إلى أين تتجه الطائرة حينها.
6- CIA عرف الفاعل قبل أن يعلم الرئيس
قبل أن تتجه إلى واشنطن، هبطت الطائرة الرئاسية في القيادة الإستراتيجية الجوية الأميركية الموجودة في قاعدة أوماها بولاية نبراسكا.
وهناك عقد بوش مؤتمرا مع حكومته عبر الفيديو، والتي تسلم بوش خلالها تقريرا من CIA كشف عن مرتكب العمل الإرهابي، وكان التقرير يشير إلى أن عناصر من القاعدة اختطفوا الطائرات الأربع.
وعندما أقلع الرئيس باتجاه واشنطن، تسلم تقريرا آخر من CIA يقول إن هجمات اليوم كانت الموجة الأولى من أصل موجتين، وقد تبين لاحقا أن الموجة الثانية من الهجمات كانت غير حقيقية.
هبط بوش في واشنطن عند الساعة 6:44 دقيقة مساء، وفي تمام الساعة 8:30 مساء، ألقى بوش خطابا للشعب الأميركي من البيت الأبيض.
خطاب بوش في 11 سبتمبر 2001