وكالات/ الحرة
في وقت كان ثمانية ملايين وثمانمئة ألف شخص في الولايات المتحدة قد تغيبوا عن العمل في الولايات المتحدة في أوائل يناير الجاري، بسبب مرضهم بفيروس كورونا المستجد، أو لاعتنائهم بشخص مصاب، اضطر كثير غيرهم للعمل وهم مرضى، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وتلقي الموجة الحالية من الإصابات، التي يقودها المتغير أوميكرون بثقلها على القوى العاملة في الولايات المتحدة، حيث يكافح أرباب العمل مع هذه التغيبات في سوق عمل يعاني بالفعل، من قلة العمال وزيادات في الأجور، وسط أعلى معدل تضخم منذ أربعة عقود.
وأفاد مسح أجراه مكتب الإحصاء الأمريكي في أوائل يناير، بأن ما يقرب من 8.8 مليون شخص كانوا عاطلين عن العمل، وهو أعلى رقم منذ أن بدأ إحصاء الغيابات في منتصف عام 2020، متجاوزا 6.6 مليون المسجل في يناير 2021، وثلاثة ملايين في ديسمبر.
وارتفع عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن عدم عملهم بسبب القلق بشأن الإصابة بفيروس كورونا، أو انتشاره إلى 3.2 مليون في استطلاع يناير من 2.6 مليون في ديسمبر.
ووجد استطلاع منفصل، أجراه مشروع “شيفت” في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، أن ما يقرب من ثلثي العمال الذين أبلغوا عن إصابتهم بالمرض في الشهر الماضي خلال فترة المسح قالوا إنهم عملوا أثناء مرضهم,
وشمل الاستطلاع 6600 عامل بالساعة، تم استطلاع آرائهم في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر.
وذكر العمال المصابون أن الأسباب المالية هي السبب الرئيسي لعملهم أثناء المرض، يليها عدم الرغبة في خذلان زملائهم في العمل، والخوف من الانتقام.
ويجب على العمال المرضى، الذين ليس لديهم إجازة مرضية، أن يقرروا ما إذا كانوا سيعملون ويتقاضون رواتبهم أو يبقون في المنزل وتقليل مخاطر إصابة الآخرين بالمرض.
وتنقل الصحيفة عن خبراء في الاقتصاد أن “كلا من المستويات المرتفعة من التغيب عن العمل والأشخاص الذين يعملون أثناء المرض أثناء الوباء قد يؤثران على الاقتصاد على المدى القريب”.
وتشير إلى أن “الموظفين في الشركات التي لديها عدد قليل من الموظفين يتعرضون لضغوط، ماليا ومن زملاء العمل والمديرين، لمواصلة العمل حتى في حالة المرض، كما أن التغيب عن خطوط الإنتاج والمطاعم يهدد بمزيد من الاضطراب في الاقتصاد”.
يحصل حوالي ثلاثة أرباع العاملين في القطاع الخاص على شكل من أشكال الإجازة المرضية مدفوعة الأجر في الولايات المتحدة، وفقا لوزارة العمل، وهي حصة ارتفعت قليلاً منذ ما قبل الوباء. لكن في قطاع الخدمات، الذي يشمل المطاعم ومراكز البيع بالتجزئة حيث يكون الاتصال الشخصي مرتفعا، فإن أكثر من 40 في المئة من العمال ليس لديهم إجازة مرضية مدفوعة الأجر.
وقالت كورتني ديكوستا، من ولاية نيو هامبشاير، إنها لم تتلق أجرا من وظيفتها في شركة إدارة السجلات الطبية في ديسمبر أثناء وجودها في الحجر الصحي بسبب إصابتها بكوفيد-19، مشيرة إلى أنها كانت تعاني من الأعراض، “ولو كنت بلا أعراض لكنت قد ذهبت للعمل حتى لا أخسر المال”.
وكانت هذه هي المرة الثانية التي تعزل فيها مديرة المشروع البالغة من العمر 33 عامًا نفسها أثناء الوباء، والأولى كانت في مارس الماضي لأنها كانت على اتصال وثيق بشخص مصاب، وتلقت حينها أجرا على هذه الفترة، لكن بحلول ديسمبر، كانت قد استخدمت أيامها المرضية الثلاثة مدفوعة الأجر عن العام وخسرت حوالي ربع دخلها في الشهر.
وقالت: “من المؤكد أن عدم دفع رواتب الأشخاص سيؤدي بالتأكيد إلى تشجيع الناس على الذهاب إلى العمل وهم مرضى، وهذا أمر سيء بشكل واضح؛ هذه هي الطريقة التي انتشر بها الفيروس في مكان عملي”.