كشفت تقارير صحفية أمريكية عن تنفيذ الولايات المتحدة عملية ترحيل سرّية في يوليو الماضي، شملت خمسة مهاجرين مرفوضين، من بينهم مواطن يمني، إلى سجن شديد الحراسة في مملكة إسواتيني الواقعة جنوب قارة إفريقيا، وذلك بموجب اتفاق غير معلن أبرمته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع حكومة الدولة الإفريقية.
ترحيل إلى دولة ثالثة بعد انتهاء العقوبة
ووفقًا لتحقيق نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، فإن المرحّلين الخمسة – وهم من اليمن، فيتنام، كوبا، جامايكا، ولاوس – كانوا قد أنهوا فترات عقوباتهم في السجون الأمريكية، إلا أن بلدانهم الأصلية رفضت استقبالهم. وعلى إثر ذلك، لجأت إدارة ترامب إلى تفعيل برنامج لترحيل مهاجرين مرفوضين إلى دول ثالثة، في مقدمتها إسواتيني، بعد توقيع اتفاق سرّي مع سلطاتها.
احتجاز في سجن انفرادي محاط بإجراءات صارمة
أُودع المهاجرون في “سجن ماتسافا شديد الحراسة” (Matsapha Correctional Facility)، حيث خضعوا لحبس انفرادي لعدة أشهر، دون السماح لمحامين أو عائلاتهم بالتواصل معهم، وفقًا لتصريحات المحامي المحلي الذي يتابع القضية. ووصفت منظمات حقوق الإنسان الوضع بأنه “احتجاز تعسفي” يفتقر إلى أي ضمانات قانونية أو إشراف دولي.
وزارة الأمن الداخلي: يشكّلون خطرًا عامًا
من جانبها، برّرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية هذه الخطوة بأن المرحّلين “يشكّلون تهديدًا خطيرًا على السلامة العامة”، مشيرة إلى أن بعضهم متورطون في جرائم عنف شديدة مثل القتل أو الاعتداء الجنسي على قاصرين. وقال متحدث باسم الوزارة: “نفضل أن يكون هؤلاء خارج الأراضي الأمريكية، في أماكن يمكن احتجازهم فيها بإجراءات أمنية صارمة.”
انتقادات حقوقية واسعة وتحذيرات من غموض الاتفاقات
وأثار الكشف عن هذه العملية انتقادات حادة من منظمات حقوق الإنسان، التي عبّرت عن قلقها من إبرام اتفاقات ترحيل سرّية مع دول تُعرف بضعف سجلها في حقوق الإنسان. وتعد مملكة إسواتيني واحدة من آخر الممالك المطلقة في العالم، حيث يُمنع فيها تشكيل الأحزاب السياسية وتُفرض قيود صارمة على حرية التعبير والتجمع.
نقطة تحوّل في سياسات الترحيل الأمريكية
يمثّل هذا الاتفاق أول حالة معلنة ترحّل فيها الولايات المتحدة مهاجرين إلى إسواتيني، ما يعكس توجهًا جديدًا في سياسات الهجرة واللجوء، يعتمد على إبرام اتفاقات فردية مع دول غير معتادة على استقبال المرحّلين. وقد أشارت الوكالة إلى وجود مفاوضات مماثلة مع دول أخرى في أمريكا اللاتينية وأفريقيا.
المصدر: AP News