ألقت شرطة مدينة نيويورك القبض أخيراً على مربية أطفال ممولة من دافعي الضرائب بعد أن تم تصويرها قبل ما يقرب من شهر وهي تضرب طفلين بحزام ما يقرب من ٦٠ مرة، في حادثة صادمة هزت سكان حي برونكس.
تم اعتقال لاكيشا جاكسون، البالغة من العمر ٢٤ عاماً، من قبل ضباط شرطة نيويورك في حوالي الساعة ٩:٢٠ صباحاً يوم الأربعاء، وتواجه تهمتين بالاعتداء على الأطفال، وفقاً للتقارير الرسمية.
وكانت لقطات الفيديو المروعة قد قُدمت إلى سلطات إنفاذ القانون في ٦ مايو؛ ومع ذلك، استغرق الأمر شهراً لإصدار مذكرة اعتقال بحقها، ومرت أسبوعان إضافيان قبل أن يتم القبض عليها أخيراً.
تفاصيل الاعتداء المروع
كشفت التحقيقات أن الاعتداءات وقعت في شهر مايو الماضي في منزل بحي موريسانيا في برونكس، حيث وثقت كاميرا مراقبة منزلية ما وصفته السلطات بأنه “هجوم وحشي”. تظهر اللقطات جاكسون وهي تضرب صبيين، يبلغان من العمر 4 و 6 سنوات، بحزام جلدي لما يقرب من 60 مرة. لم تكتفِ جاكسون بالاعتداء الجسدي، بل اتُهمت أيضًا بممارسة التعذيب النفسي على الأطفال، بما في ذلك ارتداء أقنعة مرعبة من أفلام الرعب لإخافتهم. تم اكتشاف هذه الانتهاكات عندما قامت جدة الأطفال بمراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، مما دفع الأسرة إلى إبلاغ الشرطة فورًا ونقل الأطفال إلى المستشفى.
ليست مجرد مربية خاصة: فشل نظام الرعاية المدعوم من المدينة
ما يزيد من خطورة هذه القضية هو أن جاكسون لم تكن مربية خاصة استأجرتها العائلة مباشرة، بل كانت “مدبرة منزل” تم تعيينها من قبل وكالة “سيلف هيلب لخدمات المجتمع” (Selfhelp Community Services)، وهي منظمة متعاقدة مع “إدارة خدمات الأطفال” (ACS) في مدينة نيويورك. هذا الارتباط يضع القضية في سياق فشل نظامي محتمل وليس مجرد جريمة فردية. إن إدارة خدمات الأطفال (ACS) هي وكالة حكومية في المدينة مسؤولة عن حماية رفاهية الأطفال، وغالبًا ما تتعاقد مع منظمات غير ربحية لتقديم خدمات مباشرة للأسر التي تحتاج إلى الدعم، مثل الرعاية المنزلية.
بالنسبة للعديد من العائلات المهاجرة التي قد تواجه حواجز لغوية أو تفتقر إلى المعرفة بالأنظمة الأمريكية، فإن هذه البرامج المدعومة من المدينة تمثل شريان حياة. لكن هذه الحادثة تكشف عن المخاطر الكامنة عندما تضعف الرقابة. ومما يثير القلق أن الأسرة كانت قد أبلغت عن مشاكل مع مقدمة رعاية أخرى من نفس الوكالة في وقت سابق، مما يشير إلى وجود نمط من الإهمال قد لا يكون حادثًا معزولًا.
مساءلة وتحقيق: الأنظار تتجه نحو الرقابة
أعلنت “إدارة التحقيقات” في مدينة نيويورك (DOI)، وهي هيئة رقابية مستقلة، عن فتح تحقيق شامل في ممارسات الفحص والتدقيق التي تتبعها وكالة “سيلف هيلب”. يهدف التحقيق إلى مراجعة كيفية فحص خلفيات الموظفين الذين يتم إرسالهم إلى منازل تضم أطفالًا ضعفاء. وفي الوقت نفسه، تواجه جاكسون تهمًا جنائية خطيرة، تشمل أربع تهم بالاعتداء وتهمتين بتعريض سلامة طفل للخطر. عند إخراجها من مركز الشرطة، ظهرت جاكسون مبتسمة أمام الكاميرات ورفضت الإجابة عن سبب مهاجمتها للأطفال. هذه القضية لا تسلط الضوء فقط على جريمة بشعة، بل تثير تساؤلات حيوية حول مسؤولية المدينة في ضمان سلامة من تخدمهم، وتؤكد على أهمية يقظة العائلات في مراقبة جودة الرعاية المقدمة لأطفالهم.
ما يجب أن تعرفه العائلات المهاجرة
تقدم مدينة نيويورك العديد من برامج رعاية الأطفال المدعومة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بما في ذلك العائلات المهاجرة. تشمل هذه البرامج “قسائم رعاية الأطفال” (Child Care Vouchers) و”برنامج رعاية الأطفال المجاني وبأسعار مخفضة” (Free and Reduced-Price Child Care Program)، والتي تديرها إدارة خدمات الأطفال بالمدينة.
للعائلات المهاجرة، من المهم معرفة أن لديهم الحق في طلب معلومات حول خلفية مقدمي الرعاية، بما في ذلك التحقق من السجل الجنائي والتدريب المهني. كما يحق لهم تقديم شكاوى إذا لاحظوا أي سلوك مشبوه أو غير لائق من قبل مقدمي الرعاية، دون خوف من تبعات تتعلق بوضعهم كمهاجرين.
كيفية الإبلاغ عن إساءة معاملة الأطفال
يمكن للعائلات في مدينة نيويورك الإبلاغ عن حالات إساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم من خلال الاتصال بالخط الساخن لحماية الطفل على مدار الساعة على الرقم You can reach them at 1-800-342-3720. يمكن تقديم البلاغات بعدة لغات، بما في ذلك العربية، وتتوفر خدمات الترجمة الفورية.
تجدر الإشارة إلى أن القانون يحمي المبلغين عن حسن نية من أي مسؤولية قانونية، ويمكن تقديم البلاغات بشكل مجهول. هذا أمر مهم بشكل خاص للعائلات المهاجرة التي قد تتردد في التواصل مع السلطات بسبب مخاوف تتعلق بوضعهم القانوني.