منذ إعلان وسائل إعلام أمريكية كبرى فوزه بالانتخابات الرئاسية، اتخذ المرشح الديمقراطي جو بايدن سلسلة من القرارات منها إعلان تشكيل فريق لمكافحة فيروس كورونا المستجد، لكن أول قرارات بايدن الفعلية التي أعلن عنها، الخميس، هو اختياره رون كلين، لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض، في وقت يرفض فيه الرئيس الحالي دونالد ترامب نتيجة الانتخابات، ويسعى لتغييرها عبر عدد من الدعاوى القضائية.
ومن المحتمل أن يتولى كلين مهامه بصفة رسمية في 20 يناير المقبل، وهو الموعد ذاته الذي يفترض أن يعلن فيه انتقال السلطة في البيت الأبيض إلى المرشح الديمقراطي، وقال بايدن في بيان عن حملته: “الخبرة العميقة والمتنوّعة لرون كلين وقدرته على العمل مع الناس من جميع الأطياف السياسية هي بالضبط ما أحتاج إليه في كبير موظفي البيت الأبيض في هذا الوقت الذي نواجه فيه أزمة ونعمل على إعادة توحيد بلادنا”.
وأضاف: “كان عمل رون قيما جدا على مدى السنوات العديدة التي عملنا فيها معا”
من هو كلين؟
ولد كلين في إنديانابوليس عاصمة ولاية إنديانا، وهو من عائلته يهودية، وحصل كلين على بكالوريوس الآداب بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة جورجتاون عام 1983، بينما في عام 1987 حصل على درجة الدكتوراه في القانون بامتياز مع مرتبة الشرف من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، وكان مستشارا في 7 حملات رئاسية، ولعب دورا بارزا في إعداد المرشحين للرئاسة لمناظراتهم، وهو أستاذ مساعد في كلية هارفارد للقانون وجامعة جورج تاون،في حين بدأ حياته المهنية ككاتب قانوني للقاضي بايرون وايت.
ويعد كلين من خريجي إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، حيث عمل كرئيس لموظفي بايدن عندما كان هذا الأخير نائب للرئيس، وهو مستشار شخصي للمرشح الديمقراطي، بصفته رئيس موظفي بايدن، أشرف كلين على قانون إعادة الاستثمار الأميركي بقيمة 787 مليار دولار، وهو عبارة عن حزمة تحفيز بعد الانهيار الاقتصادي لعام 2008.
كذلك، حظي كلين البالغ من العمر 59 عاما، وهو ديمقراطي مخضرم، بثقة الرئيس أوباما عندما أسند إليه مهمة تنظيم عملية تعامل البيت الأبيض مع أزمة فيروس إيبولا في عام 2014، بالإضافة إلى ذلك، عمل كلين في الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، التي خسرتها وزيرة الخارجية السابقة أمام الرئيس ترامب.
كلين تواجد بقوة في عهد أوباما
عمل كلين أيضا في مكتب بايدن، عندما كان رئيسا للجنة القضائية في مجلس الشيوخ أواخر الثمانينات، ثم تولى منصب مدير مكتب نائب الرئيس آل غور، وقبل ذلك انضم لحملة ترشح الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون عام 1992، في عام 1995، عينه السيناتور توم داشل، مديرا لموظفي لجنة القيادة الديمقراطية بمجلس الشيوخ.
كلين متزوج من مونيكا ميدينا، وهي محامية وناشطة بيئية شغلت منصب النائب الرئيسي لوكيل وزارة التجارة للمحيطات والغلاف الجوي، وتعمل حاليا في مؤسسة عائلة والتون، ولديهما ثلاثة أبناء هم حنا، مايكل ودانيال.
شرف وارتياح
قال كلين إن تعيينه في هذا المنصب “شرف حياة”، مضيفا في تغريدة على موقع تويتر: “أنتظر بفارغ الصبر أن أساعده هو ونائبة الرئيس المنتخبة في جمع فريق موهوب ومتنوع للعمل في البيت الأبيض والانصراف الى تطبيق برنامجهما الطموح من أجل التغيير، والسعي إلى رأب الانقسامات في بلدنا”، وأثار اختيار كلين ارتياحا لدى الديموقراطيين مثل السناتورة إليزابيث وورين، التي اعتبرت أنه “خيار ممتاز”؛ لأن كلين “يدرك حجم الأزمة الصحية والاقتصادية ولديه خبرة في إدارة الفريق المقبل”.
المستشارة السابقة لأوباما، فاليري جاريت، قالت في تصريحات نقلتها “واشنطن بوست”: “اعتقد أن رون كلين هو السبب في عدم انتشار وباء إيبولا في الولايات المتحدة. إنه يحظى باحترام جميع الأشخاص الذين عملت معهم”، وقال بيت روس، الذي كان أحد كبار مساعدي بايدن، “إنه الخيار المنطقي ولديه القدرة الكاملة والخبرة الواسعة، ولغة التفاهم مع الرئيس، وهو مفكر استراتيجي يحقق النتائج”.
بدوره، قال السكرتير الصحافي السابق للبيت الأبيض، جاي كارني، الذي عينه كلين سابقا للعمل لدى بايدن: “قيمة رون هي أن بايدن يثق به تماما، ولا يخشى رون إخباره بالضبط بما يفكر فيه”.
وأضاف: “إنه يفعل ذلك باحترام وصراحة، وهو ما يريده بايدن ويتوقعه”.
اختصاصات كبير الموظفين
تأسس منصب رئيس الموظفين في البيت الأبيض عام 1946، تحت مسمى مساعد الرئيس، فيما تغير إلى الاسم الحالي في 1961، إذ يعد شاغله أحد كبار مساعدي الرئيس الأميركي، ويملك الرئيس صلاحية تعيين كبير الموظفين في بيت الرئاسة دون الحاجة لموافقة الكونغرس.
ويُعترف بالمنصب على نطاق واسع باعتباره منصبا قويا ومؤثرا، فيما يعود ذلك أساسا إلى الاتصال اليومي مع الرئيس، والسيطرة على مكتب البيت الأبيض، ومن مهام رئيس الموظفين، هو اختيار الطاقم المتكامل الذي يعمل في البيت الأبيض والإشراف عليهم، علاوة على السيطرة على مسألة الدخول والخروج في البيت البيضاوي الشهير، والتحكم في المعلومات الواردة إلى مقر الرئاسة، إضافة إلى إدارة الجدول اليومي للرئيس الأميركي.
كذلك تشمل مهام كبير الموظفين، التفاوض بشأن التشريعات وتخصيص الأموال مع قادة الكونغرس والوزراء لتنفيذ أجندة الرئيس، فضلا عن تقديم المشورة للرئيس إذا ما طلبها الأخير، فيما امتدت مسؤوليات كبير موظفي البيت الأبيض، إلى إقالة كبار الموظفين.