صدر حكم بالسجن على جيريمي كوبر، وهو أحد رجال الإنقاذ للذين كانوا مسؤولَين عن وفاة الشاب الأمريكي من أصل إفريقي إيلايجا ماكلين، إذ قاموا بحقنه بمادة الكيتامين بعد توقيفه في 2019، بالسجن 14 شهراً وفق نظام الاحتجاز الجزئي.
وبموجب هذا النظام الهجين سيُسمح لكوبر بالعمل خلال النهار لكن سيتعيّن عليه العودة إلى السجن في المساء وفي عطل نهاية الأسبوع، كما قضت محكمة في ولاية كولورادو (غرب). وتستكمل هذه العقوبة بالسجن أربع سنوات مع وقف التنفيذ.
ودِين كوبر وزميله بيتر سيتشونيك في كانون الأول/ ديسمبر بالقتل غير العمد.
وكان المسعفان محور قضية أثارت جدلاً في السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة. ففي آب/ أغسطس 2019، وُضِع لماكلين (23 عاماً) طوق معدني حول عنقه ثم حُقِن بالقوة بمادة الكيتامين، وهي مسكّن قوي، أثناء اعتقاله في أورورا بكولورادو. وقد توفي بعد ثلاثة أيام بنوبة قلبية.
لم تثر وفاته اهتماماً كبيراً في حينه. لكن مقتل الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد خلال توقيفه من قبل الشرطة في أيار/ مايو 2020، أعاد إثارة عدد من القضايا، وبينها وفاة ماكلين.
وأثناء المحاكمة، قال محامو المسعفَين إنهما قاما فقط باتباع الإجراءات التي تقضي بحقن ماكلين بالكيتامين. إلا أن النيابة العامة رفضت حجج الدفاع واتهمت المسعفين بأنهما لم يتحدثا إلى الضحية ولم يفحصا مؤشراته الحيوية قبل حقنه.
ويثير استخدام هذا المسكّن القوي من قبل المسعفين لتهدئة أشخاص رغماً عنهم جدلاً في الولايات المتحدة، وأدى إلى فتح تحقيقات في عدد من الولايات.
وقالت المدعية العامة في القضية «لم يكن هناك ما يشير إلى أن إيلايجا كان بحاجة إلى الكيتامين، وسمعت العديد من الخبراء يقولون إن إعطاء هذه المادة ليس له أي غاية طبية».
وأشارت إلى أن «المتهمَين لم يفعلا أي شيء لنيل موافقة إيلايجا ماكلين على أي علاج، ولن يوافق أي شخص عاقل على جرعة زائدة من دواء لا يحتاج إليه».
وكان القضاء الأمريكي حكم في كانون الثاني/ يناير على أحد رجال الشرطة الثلاثة الذين شاركوا في اعتقال ماكلين، بالسجن لمدة 14 شهراً. وجرت محاكمة منفصلة للشرطيين الآخرَين وتمت تبرئتهما.
ويوم الحادثة، استدعت الشرطة شخصاً تحدث عن رجل أسود «مشبوه» يرتدي قناع تزلج و«يتصرف بغرابة» في أحد شوارع أورورا. وقال شرطي إن ماكلين الذي لم يكن يحمل أي سلاح حاول الاستيلاء على مسدسه أثناء التدخل.
من جهتها، تؤكد عائلة الضحية أن ماكلين خرج ببساطة لشراء شاي مثلج، وعادة ما يرتدي قناع التزلج لئلا يشعر بالبرد، لأنه كان يعاني فقر الدم.