الولايات المتحدة

ترامب يتراجع ضمنيًا ويعترف بأزمة مهارات في أمريكا بعد فرض رسم الـ100 ألف دولار على تأشيرة H-1B

في تحول لافت في موقفه من سياسة الهجرة الخاصة بالعمالة الماهرة، تحدث الرئيس دونالد ترامب عن أهمية تأشيرة العمل الأمريكية H-1B بعد أسابيع فقط من فرضه رسماً إضافياً ضخماً بقيمة 100 ألف دولار على كل طلب جديد.

أهمية تأشيرة H-1B رغم الرسوم الجديدة

قال ترامب في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» إن سوق العمل الأمريكي يعاني نقصاً واضحاً في بعض المهارات المتخصصة، مؤكدًا أن الشركات الكبرى التي تستثمر مليارات الدولارات تحتاج إلى عمال ذوي كفاءة عالية لا يمكن العثور عليهم دائماً داخل أمريكا. وأوضح أن العامل الذي ظل بلا عمل لسنوات لا يمكنه ببساطة الانتقال لصناعة صواريخ أو تكنولوجيا متقدمة دون تدريب طويل.

تأتي هذه التصريحات رغم قرار البيت الأبيض في سبتمبر بفرض رسوم إضافية قدرها 100 ألف دولار على تأشيرات H-1B، وهي تأشيرات مخصصة للعمالة عالية المهارة في مجالات التكنولوجيا والهندسة والعلوم. هذا القرار أثار انتقادات واسعة، خصوصاً من شركات ناشئة لا تستطيع تحمل التكلفة الجديدة.

تأثير القيود على الشركات والاقتصاد

تشير دراسات اقتصادية عديدة إلى أن الشركات التي تعتمد على موظفين يحملون تأشيرة H-1B تكون أكثر قدرة على الابتكار وتحقيق نمو سريع، بما في ذلك الوصول للاكتتابات العامة أو الاستحواذ. وقد تمت الموافقة على نحو 400 ألف تأشيرة H-1B في السنة المالية 2024، وهو ضعف العدد المسجّل قبل أربع سنوات.

خبراء الاقتصاد حذروا أيضاً من أن تشديد سياسة الهجرة قد يؤدي إلى تراجع صافي الهجرة إلى الولايات المتحدة، ما يعني نقصاً في العمالة وانخفاضاً في القوة الشرائية، وبالتالي تباطؤاً في نمو الاقتصاد الأمريكي.

خلفية قانونية: ما هي تأشيرة H-1B؟

تأشيرة H-1B هي تأشيرة عمل أمريكية مخصصة للعمال أصحاب المهارات العالية، وغالباً ما تستخدمها شركات التكنولوجيا لجلب مهندسين ومبرمجين وباحثين من خارج البلاد. تتطلب التأشيرة درجة بكالوريوس على الأقل، ويتم توزيع معظمها عبر نظام القرعة Lottery نظراً للطلب الكبير.

فرض رسوم 100 ألف دولار يعني عملياً أنّ الشركات الصغيرة والناشئة ستجد صعوبة في استقدام موظفين أجانب، وهو ما اعتبره البعض عائقاً أمام الابتكار في أمريكا.

قضية مصنع «هيونداي» في جورجيا

تحدث ترامب أيضاً عن الجدل الذي رافق مداهمة وكالة الهجرة والجمارك ICE لمصنع «هيونداي» في ولاية جورجيا، حيث تم توقيف 475 عاملاً أغلبهم من كوريا الجنوبية بدعوى تجاوز مدة الإقامة أو العمل بتصاريح لا تسمح بالأعمال اليدوية.

ترامب أوضح أن العمال الكوريين كانوا في المراحل الأولى لتشغيل مصنع بطاريات السيارات الكهربائية، وأن خبرتهم كانت أساسية لتدريب العمال الأمريكيين. وأضاف أن عملية تصنيع البطاريات «معقدة وخطيرة» ولا يمكن لأي عامل غير متخصص القيام بها بسهولة.

تراجع ضمني في الخطاب

يبدو أن ترامب يعيد تقييم بعض خطواته، خصوصاً بعد أن اعترف بأن ترحيل العمال ذوي الخبرة قد يضر بمشروعات صناعية ضخمة. ويتزامن هذا مع إعلان «هيونداي» أن مداهمات ICE تسببت في تأخير افتتاح المصنع لشهرين أو ثلاثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !