شهدت ولاية فيرمونت الأمريكية حادثة مأساوية يوم الاثنين، حيث قُتل ضابط في حرس الحدود الأمريكي أثناء تأدية واجبه، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب خطته لتأمين الحدود الأمريكية.
تفاصيل الحادثة
أفادت وسائل إعلام محلية أن الضابط قُتل أثناء تبادل لإطلاق النار عقب توقيف سيارة في بلدة كوفنتري القريبة من الحدود الأمريكية-الكندية. ووفقًا لتقارير أولية، وقع الحادث حوالي الساعة 3:15 عصرًا بالتوقيت الشرقي. وأسفر تبادل إطلاق النار أيضًا عن مقتل أحد المشتبه بهم، بحسب تقارير إعلامية محلية.
ولا تزال السلطات تحقق في الحادثة، بمشاركة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وشرطة ولاية فيرمونت، ووزارة الأمن الداخلي، وعدد من الجهات الأمنية الأخرى. وقد أغلقت السلطات طريق “إنترستيت 91” في كلا الاتجاهين بين مدينتي نيوبورت وأورلينز في ولاية فيرمونت، بحسب بيان صادر عن إدارة السلامة العامة في الولاية.
الهجرة غير الشرعية في دائرة الشبهات
تشير تقارير غير مؤكدة إلى أن أحد المشتبه بهم كان متواجدًا في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، إلا أن أي جهة رسمية لم تؤكد هذه المعلومة حتى اللحظة. تأتي هذه الحادثة في وقت تتزايد فيه أعداد المتسللين عبر الحدود الشمالية، بما في ذلك عدد غير مسبوق من المشتبه بارتباطهم بالإرهاب، وفقًا لتقارير رسمية صدرت خلال إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.
خطة ترامب لتأمين الحدود
تزامن الحادث مع إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب خطته لتأمين الحدود، والتي تتضمن نشر الجيش الأمريكي على الحدود وتوجيه الحكومة الكندية لتعزيز جهودها في هذا السياق. وأشار ترامب إلى أن سياسات رئيس الوزراء الكندي المنتهية ولايته، جاستن ترودو، ساهمت في تصاعد التهديدات الأمنية، بما في ذلك تلك التي تطال الولايات المتحدة.
الحدود الشمالية: تحديات أمنية مستمرة
تُعد الحدود الأمريكية-الكندية الأطول عالميًا، إذ تمتد لمسافة 5,525 ميلًا. وعلى الرغم من كونها الأطول، إلا أنها تعاني من نقص في الجدران الحدودية والمعدات التكنولوجية والموارد البشرية مقارنة بالحدود الأمريكية-المكسيكية. وقد حذر مشرعون أمريكيون من المخاطر الأمنية الناتجة عن هذا الوضع، بما في ذلك السياسات الكندية التي قد تسهم في تعزيز تلك التهديدات.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال توم هومان، المسؤول السابق عن أمن الحدود في إدارة ترامب: “لطالما كانت الحدود الشمالية ثغرة أمنية، ولا تزال كذلك. هناك مئات الأميال من الحدود المفتوحة التي لا يتم مراقبتها، وهذه حقيقة مؤكدة”.
نشاط غير مسبوق في قطاع سوانتون
وقعت الحادثة في قطاع سوانتون، وهو أكثر قطاعات الجمارك وحماية الحدود الأمريكية نشاطًا على الحدود الشمالية. ويغطي هذا القطاع ولاية فيرمونت بالكامل، إلى جانب ست مقاطعات في ولاية نيويورك، وثلاث مقاطعات في ولاية نيوهامبشاير. ويمتد على طول 295 ميلًا من الحدود مع مقاطعتي كيبيك وأونتاريو الكنديتين.
ووفقًا لرئيس القطاع، روبرت غارسيا، شهد قطاع سوانتون خلال السنة المالية 2024 ضبط نحو 20,000 شخص من 97 دولة حاولوا دخول البلاد بشكل غير قانوني عبر كندا، وهو رقم قياسي تجاوز جميع السنوات السابقة. كما سجلت إدارة حرس الحدود أرقامًا قياسية جديدة في جميع القطاعات الشمالية، مع ما يقارب 200,000 عملية ضبط في العام نفسه.
