فيما جاءت ردود الأفعال من الدنمارك وكندا وبنما، قوية وتنم عن الكرامة الوطنية لدى قادة هذه الدول أمام تهديدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بضم تلك المناطق للولايات المتحدة الأمريكية حتى بالقوة.
صعد ترامب من لهجته تجاه كندا، حيث استهزأ بجارة أميركا الشمالية من خلال مشاركة خرائط على وسائل التواصل الاجتماعي تشير بشكل خاطئ إلى أن البلاد تنتمي بالفعل إلى الولايات المتحدة.
لماذا هذا مهم؟ وقد أشار ترامب مؤخرًا إلى أنه يحاول بطريقة ما الاستحواذ على أو ضم دول وأراضٍ ذات سيادة أخرى بما في ذلك كندا وجرينلاند وقناة بنما. كما زعم أن الولايات المتحدة ستعيد تسمية خليج المكسيك من جانب واحد إلى “خليج أمريكا”.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، إنه لن يستبعد استخدام الجيش لضم جرينلاند وقناة بنما بالقوة، وذلك في ظل عدم تعبير أي من الأقاليم المعنية عن اهتمامها بالانضمام إلى الولايات المتحدة.
في حين لم يقل ترامب إنه مستعد لاستخدام الجيش للسيطرة على كندا، إلا أنه زعم مؤخرا أن البلاد أصبحت بالفعل أو ستصبح قريبا “الولاية رقم 51” في أمريكا تحت قيادته.
ما الذي يجب أن تعرفه؟
في منشورات على حسابه على موقع Truth Social يوم الثلاثاء الماضي، نشر ترامب صورتين لخريطة لأمريكا الشمالية تظهران كندا كجزء من الولايات المتحدة. إحدى الخريطتين، التي أبرزت الولايات المتحدة وكندا ولكن ليس المكسيك، كانت تحمل ببساطة اسم “الولايات المتحدة”.
أما الخريطة الأخرى لأمريكا الشمالية، والتي تظهر فيها الولايات المتحدة وكندا ولكن ليس المكسيك، فقد أظهرت الدولتين مزينتين بألوان العلم الأمريكي. وأرفق ترامب الصورة بالتعليق التالي: “أوه كندا!”.
في منشور له يوم الاثنين، زعم ترامب أن “العديد من الناس في كندا يحبون أن يكونوا الولاية رقم 51″، بينما أصر على أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أعلن استقالته القادمة لأنه “كان يعلم” أن كندا لن تكون قادرة على “البقاء واقفة على قدميها” بدون إعانات أمريكية.
وأضاف ترامب “إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعريفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستكون كندا آمنة تمامًا من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بها باستمرار”. “معًا، ستكون أمة عظيمة!!!”
قال رئيس وزراء أونتاريو دوج فورد في تصريحات للصحفيين يوم الاثنين: “أتعلمون شيئًا، سأقدم للرئيس عرضًا مضادًا … ماذا لو اشترينا ألاسكا وأضفنا إليها مينيسوتا ومينيابوليس في نفس الوقت؟ … “ترامب” قد يكون يمزح، لكن تحت إشرافي، لن يحدث هذا أبدًا”.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
وعلى الرغم من تصريحات ترامب، فإن فرص انضمام كندا فعليا إلى الولايات المتحدة في المستقبل المنظور ضئيلة في أفضل تقدير.
ولكن الخطاب المتصاعد للرئيس المنتخب قد يشير إلى انحدار قادم في العلاقات بين الولايات المتحدة وكندا، في حين من المرجح أن تخلف خطته لفرض تعريفات جمركية شاملة على جميع السلع الأجنبية تأثيرا كبيرا على التجارة.
